الإعلان في مكة عن أحد التحديات الرئيسية للإسلام

العلامات:

0
14-12-2018
افتتح في مكة المكرمة يوم 12 ديسمبر ، المؤتمر الدولي بعنوان "الوحدة الاسلامية – مخاطر التصنيف والإقصاء" والذي خصصت موضوعاته لأحد أهم التحديات التي يواجهها المسلمون في المرحلة المعاصرة. الحدث  الكبير هذا نظمته رابطة العالم الإسلامي برعاية القيادة السعودية، ممثلة بجلالة الملك سليمان بن عبد العزيز  وولي عهده سمو الامير محمد بن سلمان.

ويقصد بالتصنيف عملية الاستخدام في المجتمعات الإسلامية لأسماء وتعريفات اصطناعية يتعلق ببعضها ببعض، مما يؤدي في النهاية إلى تقويض وحدة الأمة ويساهم في انتشار التطرف.

وقد أصبح إلصاق الشعارات الخفاقة مشكلة حقيقية داخل المجتمع المسلم وعلى نطاق عالمي. ويدرك الخبراء خطورة مثل هذه الشعارات التي قد تبدو للوهلة الأولى غير مؤذية. إن التصنيف كتجسيد للتفكير الطائفي اتخذَه الراديكاليون ومنسقوهم منهجا لزعزعة استقرار الأوضاع في مناطق معينة ودول بأكملها. وقد تم استخدامها على وجه الخصوص، وبشكل نشط من قبل القوات المناهضة لروسيا للتحريض على المواجهة المسلحة في شمال القوقاز ، ليس فقط من خلال إدخال المفاهيم وتوسيع انتشارها مثل مفهوم السلفي، والصوفي والخوارجي والمرتد، والمسلم غير التقليدي والكافر  وما إلى ذلك من المفاهيم. بل إنهم يقومون وبصفة موجهة باستعمالها للتحريض على الكراهية والمواجهة الدينية.

وقد حضر  خذا الحدث  الكبير مندوبون من 127 دولة، حيث يتسم هذا المؤتمر بوجود وفد تمثيلي من روسيا الاتحادية يضم مفتي الشيشان الشيخ صلاح ميجييف  ومفتي تتارستان الشيخ كاميل ساميغولين، والنائب الأول لرئيس مجلس المفتين في روسيا ومفتي محافظة موسكو، روشان عباسوف، ومفتي الجزء الآسيوي من روسيا، الشيخ نفيع الله عشيروف، ونائب مدير صندوق دعم الثقافة الإسلامية والتعليم والعلوم، د. علي بولوسين، ورئيس المجلس الإسلامي الروسي، محمد صلاح الدينوف، إضافة إلى عدد  كبير من ممثلي الصحافة من الصحف ووكالات الأنباء الروسية  والعالمية المختلفة .

وقد ساهمت الزيارة الواسعة النطاق للممثلين من روسيا في تحسين مناخ العلاقات الروسية السعودية إلى حد كبير، بما في ذلك في المجال الديني. ويكفي هنا التذكير بالمصافحة الغير مسبوقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.

وقد تكلم أمام المؤتمرين عدد من العلماء الكبار والمسئولين المعروفين والمرموقين من بينهم معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. محمد عبد الكريم العيسى ، والشيخ عبدالله بن بيه، ومفتي المملكة العربية السعودية ومصر ولبنان وغيرهم، وكذلك الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي د. يوسف بن أحمد العثيمين.

وفي حديثه مع وكالة "إسلام نيوز" قال مفتي الشيشان الشيخ صلاح ميجييف: "إن التصنيف كآلية لظهور الفرق يمثل بطبيعة الحال خطرا كبيرا. لقد واجهت جمهورية الشيشان في وقتها فتنة قادها مجموعة من المتطرفين والإرهابيين، الذين يتهمونك اليوم بالكفر، وغدا يفجرونك. لدينا 300 ألف قتيل و10 آلاف شخص من المفقودين".

وفي الوقت نفسه، أوضح مفتي الشيشان الشيخ ميجييف أن التصنيف لا يرتبط بالمذاهب، و أن إلصاق الشعارات يتمثل في أن "تتهم مجموعات من المسلمين بعضهم بعضا باتهامات خطيرة وكبيرة، تصل إلى الاتهام بالكفر والشرك". وأضاف : "إذا اعتبرت مجموعة من الناس أنهم هم المسلمون الوحيدون، فإن السؤال المطروح هو أين ذهبت أمة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)".

بدوره، يعتقد مفتي تتارستان، الشيخ كاميل سميغولين، أن وحدة المجتمع الإسلامي ممكنة فقط في تنوعها. "إن اجتماعنا هنا هو من أجل التغلب على مشكلة التصنيف والفرقة. إننا نفهم وجود مشكلة كهذه، وهذا هو فعليا نصف الحل. في تاريخ الإسلام بأكمله لم يكن المسلمون على وجهة نظر واحدة، ولم تكن هناك جماعة ضخمة بقائد واحد. إن تنوع الأمة هو تمثيل لوحدتها، وهي بسب ما أراه الفائدة العظمى للمسلمين في هذا الكون" حسب تعبيره.