دعت حركة حماس مسلمي روسيا ان يتخذوا مكانة مشرفة في المجتمع

العلامات:

0
02-10-2017
20 سبتمبر، 20:20 اجتماع النشطاء الروس مع وفد حماس الى موسكو
وصل وفد حركة حماس الفلسطينية الى موسكو في زيارة رسمية. خلال اللقاءات مع نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف تم نقاش قضايا تسوية القضية الفلسطينية. قبل المغادرة التقى الوفد مع ممثلي المجتمع الإسلامي، في لقاء غير رسمي حيث جرى تبادل الآراء حول القضية الفلسطينية، عن طريق التسوية السلمية للأزمة الشرق أوسطية وحول الدور الروسي فيها. كما تحدث رئيس وفد حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، ان لدى الحركة اتصالات قديمة مع الطرف الروسي. وأصبحت هذه العلاقات عبارة عن استمرار منطقي للسياسة التي انتهجت في عهد الاتحاد السوفييتي، بتقديم المساعدة والدعم للدول العربية في صراعهم مع العدوان الصهيوني.

في ضوء إجابته على سؤال رئيس المجلس الاسلامي الروسي محمد صلاح الدينوف، كيف يمكن ان يساعد مسلمو روسيا إخوانهم في فلسطين، دعا أبو مرزوق المسلمون الروس لأن يتخذوا مكانة رائدة في المجتمع الروسي، حتى يعززوا موقف الامة الإسلامية في روسيا وكذلك جميع المسلمين بشكل عام، والفلسطينيين بشكل خاص. وهنا أكد ان الشخصيات الروسية الرسمية تؤيد فكرة التسوية السلمية العادلة للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الخاصة وعاصمتها القدس. "المسلمون في روسيا يمكنهم ان يكونوا قوة سياسية مؤثرة. حيث يبلغ عددهم عدة ملايين وليسوا مهاجرين كما هو حال المسلمين في أوروبا، بل هم سكان أصليون في البلاد، ويجب عليهم التأثير على مجرى التسوية السلمية. وكما ان المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي سابقا يؤثرون في السياسة الإسرائيلية، أيضا المسلمون في روسيا يمكنهم لعب دور هام في السياسة الروسية تجاه الشرق الأوسط" – وفقا لأبي مرزوق. وخلال حديثه عن موقف حماس تجاه الاحداث في الشرق الأوسط، وخصوصا في سوريا، أوضح أبو مرزوق ان الحركة تدعم حوار سوري داخلي واسع بين القوى السياسية المختلفة، ولكنها في الوقت نفسه تعارض تدخل القوى الخارجية، التي تسعى الى السيطرة على هذا الإقليم وفرض قوانينها عليه.

وهنا وضح أبو مرزوق ان المشاكل السياسية الداخلية لا تحل بالعنف، وذكر أحد أسباب الحرب الأهلية في سوريا وهي محاولة استخدام القوة ضد المجتمع. "مشاكل المجتمع لا تحل بالعنف. يحب على السوريين أنفسهم الاتفاق وحل مشاكلهم دون املاءات من الخارج" – حسب ما قال أبو مرزوق. اما بالنسبة لدور روسيا في التسوية في الشرق الأوسط، فقد عبر عن تقديره الكبير على إصرار روسيا وسعيها الى تقريب مواقف القوى السياسية المختلفة داخل فلسطين، والمساهمة في الحوار الفلسطيني الداخلي، وكذلك الاعتراف بحقيقة ان حماس هي جزء من المجتمع الفلسطيني.

وفي ضوء اجابته على سؤال، بماذا يرتبط التغيير في موقف حماس من فكرة إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م وهل يعتبر ذلك عمليا اعتراف بإسرائيل، قال أبو مرزوق: "في العام 2006 عندما تولينا إدارة قطاع غزة لم يؤيدنا كل الفلسطينيين. منذ ذلك الحين قمنا بجهود كثيرة من اجل تقريب وجهات نظر الفلسطينيين الذين يلتزمون مواقف مختلفة. يجب علينا التوصل الى توافق داخل المجتمع الفلسطيني، ونصيغ موقفا يتفق عليه الكل الفلسطيني.

الشعب الفلسطيني متفق على ان عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة هي القدس. الدولة، ولو حتى على أجزاء من الأراضي الفلسطينية – هذا يتفق عليه الجميع، ونحن أيضا في هذه المرحلة نشارك جميع القوى الفلسطينية في هذا الموقف. يجب على الفلسطينيين بالدرجة الأولى الاتفاق فيما بينهم ويعملون كجبهة موحدة".
متطرقا الى مواقف بعض الدول العربية، التي تسعى الى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أكد أبو مرزوق على ان ذلك يجري على امل الحصول على الدعم والمساعدة من الولايات المتحدة الامريكية، التي بدورها تسعى الى إعادة صياغة الصراع في الشرق الأوسط الى صراع عربي- إيراني او صراع سني- شيعي، ولكن من وجهة نظر القيادي في حماس، ان الدول العربية قريبا ستدرك ان هذه سياسة خاطئة، طالما ان الامريكان لا يسعون الى مساعدتهم بالفعل. اما بالنسبة لموقف الحركة، فإن حماس لا تنوي اجراء أية محادثات مع الصهاينة بما ان حكومتهم في الحقيقة لا تنوي القيام بأية تنازلات حقيقية، وأما القيادة اليمينية الحالية المتطرفة فلا تريد الحوار حتى مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وفي الختام عبر أبو مرزوق عن امله بأن ينجح المسلمون في روسيا وفلسطين في إقامة تعاون فعال دعما لقضية فلسطين العادلة من أجل الحرية والإستقلال.