المجلس على خدمة كافة المسلمين

news-xRVDgS2vRH

news-xRVDgS2vRH

العلامات:

0
01-11-2013
حوار مع الأستاذ/ محمد صلاح الدينوف
رئيس إتحاد المنظمات الاجتماعية الثقافية "المجلس الإسلامي الروسي" (سوبرانيا)




س1: البطاقة الشخصية للسيد محمد صلاح الدينوف، رئيس المجلس الإسلامي الروسي.

]من مواليد موسكو عام 1965 من أسرة تتارية مسلمة ومتدينة.
درس الإسلام في صباه على أيدي الطلبة العرب الدارسين في موسكو.
ثم سافر إلى آسيا الوسطى وتلقى علوم الشريعة على أيدي العلماء هناك.
في عام 1980 شكل مع بعض الإخوة التتر جماعة إسلامية تنشط في الدعوة إلى الله وسط المسلمين في روسيا كان اسمها جماعة " صف الإسلام " وانتخب رئيساً لها
من العام 1985-1988 إلتحق بمعهد الهندسة الميكانيكية.
مع بوادر الإنفتاح (البيريسترويكا) في ثمانينات القرن الماضي، في عهد ميخائيل غورباتشوف آخر رئيس سوفييتي– شارك مع إخوانه في القوقاز وآسيا الوسطى في تأسيس حزب النهضة الإسلامي كأول منظمة علنية للمسلمين في الإتحاد السوفيتي السابق، وتم تكليفه برئاسة القسم الأوروبي للحزب.
بعد انهيار الإتحاد السوفيتي عام 1992انحل حزب النهضة على الصعيد السوفييتي من تلقاء نفسه لانحلال الدولة، وقام بعض مؤسسيه بتأسيس المنتدى الإسلامي الروسي وانتخاب المهندس محمد صلاح الدينوف رئيساً له. وقد توسع المنتدى ليغدو لاحقا اكبر اتحاد للجمعيات الثقافية الاجتماعية في روسيا.
شارك في تأسيس مجلس التنسيق الأعلى للإدارات الدينية في روسيا ويشغل منصب أمينه العام .
شارك في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، وله الكثير من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات الروسية.
له كتاب مطبوع و منشور بعنوان "الدليل المختصر للإسلام " باللغة الروسية صادر عن دار "إسلام تشاكروي" في مدينة قازان، و يعمل حالياً على تأليف كتاب عن التاريخ الإسلامي المعاصر في روسيا .
ترجم كتاب الحلال و الحرام لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي إلى اللغة الروسية.
ويرأس الأستاذ محمد صلاح الدينوف إتحاد المنظمات الاجتماعية الثقافية "المجلس الإسلامي الروسي" منذ عام 2004م.


س2: ما صدى زيارة الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف للمسجد الكبير في موسكو مؤخراً، وهي الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس روسي، وتصريحاته بالإنفتاح على العالم الإسلامي، بل ودعمه لفكرة بناء مسجد في مدينة “سوتشي” التي ستستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية لسنة 2014م؟ 

ج2: الوضع في العالم كله يتغير وخاصةً في روسيا..فعدد المسلمين فيها يزداد يوماً بعد يوم، وتزداد بالتالي فعاليتهم وتأثيرهم في المجتمع الروسي، وخاصةً في شمال القوقاز (جنوب روسيا) التي تعد منطقة حساسة وذات أغلبية مسلمة، وتتألف من جمهوريات ذات حكم ذاتي ضمن الإتحاد الروسي، كجمهورية داغستان، وأنغوشيا، وقبردينا بلقاريا، وقاراتشاي شركيسيا، وجمهورية الشيشان، ونسبة التزايد السكاني في هذه الجمهوريات أعلى من مثيلاتها في روسيا الاتحادية وهي في تزايد مستمر.
وكذلك الأمر في الحدود الجنوبية لروسيا فمعظمها دول مسلمة، لاسيما في منطقة آسيا الوسطى، التي تكون منها الإتحاد السوفيتي السابق : مثل تركمانستان، كازاخستان، قيرغيزيا، وأزبكستان وطاجيكستان، وهي تعاني من أزمات إقتصادية طاحنة وعليه فكثير من شبابها يهاحر إلى روسيا للعمل ، والاقامة فيها.
وفي المقابل فإن سكان روسيا إجمالا في تناقص مستمر، حيث يتناقص عدد السكان سنوياً بنحو 800 ألف نسمة وفق الإحصائيات الرسمية، وهكذا فعدد المسلمين يتزايد مما يؤهلهم للعب أدوار هامة في الحياة والمجتمع الروسي.
أما بخصوص زيارة الرئيس مدفيديف للمسجد الكبير في موسكو فسيكون لها تأثيرها الإيجابي على المسلمين، كتوليهم مناصب قيادية في الدولة، فالرئيس ميدفيديف شخص ليبرالي وسياسي محنك يعي التوازنات السياسية والداخلية.
ونفس الشيء قام به فلاديمير بوتين رئيس الوزراء والرئيس الأسبق للبلاد إذ أمر بتحمل الدولة تكاليف بناء مسجد في مدينة “سوتشي” التي ستستضيف الألعاب الأولمبية الشتوية لسنة 2014م، فقد لقي هذا الأمر ترحيباً كبيراً من المسلمين، لأهمية المدينة التي ستستضيف أناساً من جميع أنحاء العالم. كما يشكل المسلمون ما نسبته 10% من سكان هذه المدينة السياحية (2000 كلم جنوب موسكو) ولا يوجد لهم أي مسجد فيها.

س3: ما قراءتكم للخطوات الروسية بتحقيق الوئام والتعايش السلمي بين الأديان؟

ج3: القادة الروس يتحدثون دائما عن ضرورة التعايش السلمي بين قوميات وأديان روسيا المختلفة، المكونة من أكثر من 100 قومية و4 أديان رسمية وفق الدستور: وهي: الأرثوذكسية الروسية، الإسلام، اليهودية والبوذية، وينعكس هذا في حياة المجتمع.
والمشكلة ليست في العامة من أتباع هذه الديانات بل في السياسيين، الذين يسيطرون على وسائل الإعلام ويوجهونها في كثير من الأحيان لخدمة مصالحهم الشخصية، متسببين في غرس الكراهية وخاصةً ضد الإسلام والمسلمين، علاوة على بعض الجهات الغربية واللوبي المساند لإسرائيل.
لدرجة أن رئيس جمهورية أنغوشيا سيد يافلويف اتهم الغرب وإسرائيل بالتورط فيما يحدث في شمال القوقاز. كما إن الإعلام يضخم المشاكل في روسيا وخاصةً الحرب في الشيشان، محرضاً على المسلمين بنشر أخبار بشعة كإدعائه بقيام مسلمين بالوحشية بدعوى كراهيتهم لمواطنيهم من غير المسلمين.

س4: كيف يستفيد المسلمون من هذا التوجه، واستثماره في بناء علاقات إقتصادية وثقافية بين روسيا والعالم الإسلامي تعود بالنفع على الجانبين؟.

ج4: المسلمون يستفيدون بصورة فعلية من هذا التوجه، فحكومة الرئيس ميدفيديف فتحت صندوقاً لدعم الثقافة والتعليم الإسلامي في روسيا. وهي تؤيد فتح مدارس إسلامية وجامعات لتعليم أبناء المسلمين وبفكر إسلامي وسطي، لأن القيادة الروسية وعت أن غياب المدارس والجامعات الإسلامية سيعطي فرصة للفكر المنحرف والمتشدد بالإنتشار وسط الشباب، بفعل عوامل سلبية عديدة يتعرضون لها.

الأمر الذي دفع الرئيس السابق فلاديمير بوتين لوصف روسيا بأنها تشكل جزءاً من العالم الإسلامي، وطلب الإنضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي كعضو مراقب. كما يفيد التوجه المسلمين من حيث تولي مناصب قيادية فاعلة في البلاد، حيث لدينا الآن وزير الداخلية الروسي رشيد نورعلييف وهو مسلم ووزيرة الإقتصاد إيلفيرا نبي اللينا وهي مسلمة من أصول تترية، وكثير من المسؤولين في الوزارات وفي قيادة الجيش من المسلمين.

س5: تعريف بالمجلس الإسلامي الروسي؟.

ج5: هو مؤسسة إجتماعية إسلامية مستقلة مقره العاصمة (موسكو)، تم تسجيلها رسمياً عام 1992 لخدمة الإسلام والمسلمين في روسيا، ويضم في عضويته 17 جمعيات من مدن روسيا المختلفة. تقوم على خدمة كافة المسلمين في مختلف البلاد، كالعناية بالنشء المسلم وتعليم المسلمين أمور دينهم إضافة إلى رعاية المصليات والمساجد وإقامة الشعائر الإسلامية. كما تقيم هذه الجمعيات مختلف الندوات والأمسيات الثقافية، وتساهم في إحياء المناسبات الإسلامية وإقامة الحفلات والمهرجانات الهادفة.
كما يضم المجلس لفيفاً من المواطنين الناشطين إجتماعياً ومن العلماء والمثقفين في مختلف أنحاء البلاد. ويسعى المجلس إلى إطلاع المواطنين الروس من غير المسلمين على التراث الفكري والتاريخي لمسلمي روسيا، ونشر التفاهم والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان ونشر المثل العليا: الإنسانية، الخير والحق والتسامح في المجتمع. وتبدي الجمعيات المشاركة في المجلس إهتماماً خاصاً بتربية الجيل الناشيء وغرس مبادئ الأخلاق الفاضلة والفكر الوسطي في نفوس الشباب المسلم.

س6: ما أبرز إنجازات المجلس الإسلامي الروسي، لصالح مواطنيه المسلمين؟.

ج6: أبرز الإنجازات التي حققناها هي افتتاح الكثير من المراكز الإسلامية في مناطق مختلفة من روسيا، وطباعة الصحف وإنشاء موقع إخباري في الانترنت له تأثير كبير على المسلمين وغير المسلمين، وخلال 15 سنة ترجمنا وطبعنا أكثر من 100 كتاب إسلامي أو كتاب يتحدث عن قضايا الإسلام والمسلمين، علاوة على بناء وتطوير قدرات الشباب المسلم من الجنسين من خلال الدورات التدريبية والملتقيات الندوات والفعاليات الشبابية، وتلك التي تهم المجتمع الروسي كالتعايش السلمي بين القوميات وحقوق المرأة في الإسلام.. إلخ.

س7: ما مستوى التعاون بين الندوة العالمية للشباب الإسلامي والمجلس الإسلامي الروسي؟

ج7: بدأ التعاون بين المجلس والندوة العالمية للشباب الإسلامي منذ العام 1992م ، بتنظيم أول ملتقى تربوي للشباب المسلم في روسيا، ومنذ ذلك الحين ونحن ننظم في ملتقيات شبابية دورية وتربوية وثقافية وإفطار صائم وتوزيع أضاحي وبعض المشاريع التنموية والثقافية الأخرى في كل فالندوة تقدم تمويلاً مالياً للمجلس ويقوم المجلس بتنفيذ هذه المشروعات.

س8: كم عدد المسلمين في روسيا وفق آخر الإحصائيات؟

ج8: تختلف الإحصاءات الرسمية في هذا الصدد، ففي حين تقدّرهم حكومة الرئيس ميدفيديف بأكثر من 20 مليون مواطن، تقدّر قيادة الشرطة العدد بـ 35 مليون مسلم, ونحن نميل للتقدير الثاني، إذ إن إحصاءات الشرطة عملية وحيادية، فيما يشوب التقديرات الحكومية دوافع سياسية.

س9: ما القوميات التي يتحدر منها المسلمون في روسيا؟ ومناطق توزعهم ؟

ج9: ينحدر المسلمون الروس من نحو 30 قومية، أكبرها التتر بنحو 5 ملايين، يليهم البشكيريوين بنحو مليون ونصف المليون، ثم الشيشان أكثر من مليون، وهناك (أوار- دارغين- كرجي- بالقار- و الخ:::::::::). وهناك جاليات مسلمة ممن لا يحملون الجنسية الروسية، العرب والبنغال والهنود والباكستانيون والأفغان والأوزبيك والطاجيك ومنهم من يتجنس روسياً. وروسيا بها وجود إسلامي كبير فهناك 8 جمهوريات إسلامية في شمال القوقاز، وجمهوريتان إسلاميتان في وسط روسيا هما جمهورية تتاراستان وباشكيرستان.

س10: هل توجد مدارس إسلامية في روسيا؟

ج10: هناك 4 جامعات إسلامية وأكثر من 100 مدرسة إسلامية في مختلف مناطق روسيا.

س11: هلا ذكرتم لنا أبرز الشخصيات الروسية التي هداها الله للإسلام؟

ج11: يوجد بعض القساوسة مثل القس ويجيسلاف بالوسين الذي أسلم واختار لنفسه اسم علي وكذلك الشاعرة الروسية بوراخوفا أسلمت وتسمت باسم إيمان والكاتب الروسي فالنتين برساكوف وغيرهم.

س12: ما أطرف ما مر بكم من قصص مع المهتدين الجدد؟

ج12: عندما أسلم القس (بالوسين) كانت هناك راهبة روسية سمعت بإسلامه فقالت كيف يحدث هذا!!، كيف يدخل قس في دين بدوي متخلف، وقد غضبت غضبا شديداً وذهبت إلى القس في العاصمة (موسكو) وقابلته لتقنعه بالتخلي عن الإسلام والعودة إلى ديانته القديمة، وأخذت وبإصرار كبير تحاوره لتثنيه عن الإسلام ولكن بعد فترة من النقاشات والحوارات أسلمت هذه الراهبة وعادت إلى بيتها وأعلنت إسلامها، فقامت بقية الراهبات بضربها ضرباً مبرحاً إلى درجة أن أدخلت المستشفى، وقمن بطردها من سكن الراهبات.

س13: كيف تنظرون لمستقبل العلاقة الروسية مع العالم الإسلامي؟

ج13: نحن أسسنا مركز دراسات إستراتيجية في موسكو باسم (روسيا والعالم الإسلامي) ونرى أن مستقبل روسيا مرتبط بالعالم الإسلامي. ونتطلع أن تكون العلاقات ممتازة دائماً مع العالم الإسلامي بل ونسعى لأن تكون كذلك.

س14: ماذا عن العلاقات الاقتصادية والثقافية؟

ج14: توجد الآن علاقات إقتصادية وثقافية ولكن بمستوى بسيط وليس على النحو المطلوب، ولكن ستتعزز هذه العلاقات ونحن في المجلس نحث ونشجع على تطور هذه العلاقات ولدينا الكثير من البرامج نود تنفيذها في هذا الإتجاه.

س15: حبذا لو ألقيتم الضوء على البيئة الاستثمارية في روسيا، وأبرز المجالات التي يمكن لرجال الأعمال العرب الاستثمار فيها في روسيا؟

ج15: أود الإشارة إلى أن الغرب وإسرائيل لهما دور كبير في التأثير على الإقتصاد الروسي، فهم لهم شركات ومصانع سيارات وغيرها في روسيا، وكما أن فنلندا لها شركات خشب لدرجة أن الخشب الروسي في جمهورية كوريليا سيطرت عليه فنلندا وأصبح الخشب الروسي في فنلندا أرخص منه في روسيا. فلك أن تتصور خشب روسي ويباع بسعر أرخص في فنلندا منه في روسيا، مما يوضح السيطرة الغربية على الإقتصاد الروسي، ولذلك لزم أن يتحرك رجال الأعمال من الدول العربية والإسلامية في إتجاه روسيا ويستثمروا هناك في منطقة واسعة مثل روسيا.

ومثال آخر للسيطرة الأجنبية على الإقتصاد الروسي جمهورية الصين فهي تلعب دوراً أكبر وأكبر في الإقتصاد الروسي من النواحي التجارية وغير التجارية ولديها استثمارات ضخمة في روسيا، وآخر هذه المشروعات أنْ أتى وفد صيني كبير إلى موسكو والتقى بعميد بلدية موسكو حيث حصل على موافقةٍ لفتح سوق صيني كبير داخل موسكو. بينما نفتقد للشريك العربي والمسلم في هذا القطاع الحيوي والهام، لتأسيس علاقة تبادلية سلمية وراسخة تخدم الجانبين.