تناقضات المفتي كارغانوف والدعوة لحظر كتاب الشيخ المفتي رضاء الدين فخر الدين

العلامات:

0
26-02-2019
لم يعد خافيا تملُّق الكثير من القائمين على شؤون المسلمين في روسيا، وتغليبهم مصلحتهم الشخصية على مصلحة المسلمين في روسيا والأمة المسلمة في العالم الإسلامي. فلا يكاد يمر يوما إلا وتسمع عن " مكيدة جديدة"، أو عن تصريح لا يمكن أن يوصف إلا "بالقبيح" في محاولة لتحريض السلطات على مخالفيهم ممن يعمل في العمل الإسلامي في روسيا. بالأمس الإثنين، 25 فبراير، وفي اجتماع رسمي لفريق الخبراء المعني بالتعاون الدولي لمكافحة التطرف، والذي عقد في وزارة الخارجية الروسية، دعا رئيس الجمعية الروحية لمسلمي روسيا، السيد ألبير كرغانوف ، في إطار مكافحة الوهابية، إلى ضرورة التحقق وفرز ما جاء في كتاب ابن تيمية ، الذي كتبه العالم التتري والمفكر الشهير ، المفتي السابق للمجلس الإسلامي المركزي للمسلمين في روسيا القيصرية ، الشيخ رضاء الدين فخر الدين. وكانت الجلسة التي جرت في مبنى الخارجية وبحضور نائب وزير الخارجية الروسي قد خصصت لدراسة القضايا المتعلقة بالوضع في سوريا. وعلى وجه الخصوص، مناقشة تقرير مدير المؤسسة غير الربحية لدراسة الديمقراطية ، وعضو الغرفة العامة لروسيا الاتحادية، مكسيم جريجورييف، حول أنشطة ما يسمى 'الخوذات البيضاء' في سوريا. حيث تتهم روسيا أصحاب 'الخوذات البيض' بالتواطؤ مع الإرهابيين ، وتقديم الدعم اللوجستي لهم وتقديم المساعدات للمتطرفين ، وكذلك المشاركة المباشرة في عملية الترويج لاستخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وذلك من خلال التلاعب بالحقائق وفبركة الأخبار المزورة السيئة السمعة. كما نوقشت خلال الاجتماع مسألة التقييم القانوني لأعمال هذه المنظمة ، بما في ذلك على المستوى الدولي.  وخلال مداخلته أمام المشاركين أكد ألبير كارغانوف على أن الفكر "الوهابي" بين المسلمين في روسيا ينمو باطراد. وأعرب عن أسفه بأن الدعوة الأخيرة التي وجهها رئيس الإدارة الدينية لمسلمي تتارستان، كاميل سميجولين لحظر 'الوهابية'، قد قوبلت على صفحات الشبكات الاجتماعية بردود سلبية، وهو ما يشير-بحسب تحليلات كارغانوف- إلى نمو التوجه الوهابي داخل الشباب المسلم في روسيا. لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة والغرابة، أن السيد كارغانوف، لتبرير وجهة نظره حول ما طرحه من أفكار، أشار إلى كتاب الشيخ رضاء الدين فخر الدين، الذي كتبه عن سيرة الإمام ابن تيمية والذي نُشر مؤخرًا باللغة الروسية بعد أن ترجم من اللغة التترية القديمة بالأحرف العربية. وشدد كارغانوف على أن نشر هذا الكتاب قد "ألهم" مؤيدي الوهابية في روسيا وأفرحهم، وهو ما يتطلب من السلطات المختصة القيام بمراجعة لهذا الكتاب وإعادة فحصه، ولم لا يتم ضمه لبقية الكتب الإسلامية المحظورة على أساس أنها تدعو إلى التطرف والإرهاب. لكن العجب لم يتوقف على هذا، فمع أن السيد كارغانوف، يقف موقفا سلبيا من المفتي الشيخ رضاء الدين فخر الدين، وما كتبه عن الشيخ ابن تيمية، إلا أنه في الوقت ذاته يقوم بالدعوة لعقد مؤتمر علمي تحت عنوان 'طرق تحقيق السلام بين الأديان: دور علماء الدين والدبلوماسيين والشخصيات العامة'. ووفقاً للإعلان الذي نشر على الموقع الرسمي للإدارة الدينية التي يرأسها السيد كارغانوف، فإن موضوع 'أنشطة علماء الدين البارزين في تعزيز السلام والحوار بين الأديان: التاريخ والحداثة' وهو موضوع مكرس للذكرى الـ 160 على مولود العالم الكبير رضاء الدين فخر الدين، الذي يُسميه السيد كارغانوف 'بالشخصية الدينية الكبيرة والمفكر البارز'. وهو ما يطرح مجموعة من الأسئلة على التناقض الواضح فيما يفعله أمثال هؤلاء من القائمين على العمل الإسلامي في روسيا الاتحادية.