زيارة تتخطى أطر العلاقات التقليدية

news-Sgts3yU1Tf

news-Sgts3yU1Tf

العلامات:

0
01-11-2013
تشكل الزيارة المرتقبة لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى روسيا حدثاً بالغ الأهمية والدلالة بحيث يمكن اعتبارها بدون مبالغة أحد أهم الأحداث المرتقبة بالنسبة للحياة السياسية في البلاد.

وقد تكرم سعادة السيد ناصر حجي إبراهيم المزين سفير دولة الكويت في موسكو بالتحدث إلى وكالة الأنباء "إسلام نيوز" حيث قال: "أن زيارة سمو الأمير ستعطي بلا شك دفعاً قوياً للعلاقات الروسية الكويتية في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات".
ويرى المراقبون بأن الاهتمام بهذا الحدث لا يرتبط فقط بتأثير الكويت في العمليات السياسية والاقتصادية الجارية في المنطقة والعالم، وإنما لكون الكويت برز دورها كمركز مهم للعلوم والتعليم الإسلامية.

وتبذل في الكويت، في السنوات الأخيرة، بدعم من سمو الأمير، جهود كبيرة رامية إلى تخليص الإسلام مما لحق به من شوائب غريبة عليه وإنشاء موانع أمام منظري التطرف الذين يلعبون على المشاعر الدينية لملايين المؤمنين.
وقد لفت أمير الكويت، أثناء خطابه من على منصة الأمم المتحدة في عام 2008 ، الانتباه إلى الجهود المبذولة في البلاد في هذا الاتجاه، حيث أكد سموه:

" لا يخفى علينا جميعا كقادة وشعوب مسؤولياتنا التاريخية في محاربة التطرف والتمييز وبث نهج الوسطية والاعتدال والابتعاد عن الغلو.

إن هذه المهمة ليست بكل تأكيد بالمهمة السهلة لكنها مهمة ضرورية ولنا نحن في الكويت مساهمات ومجهودات متعددة وبرامج كثيرة في هذا المجال فقد أنشأت الكويت مركزا عالميا للوسطية عقد عدة مؤتمرات فكرية منها مؤتمر دولي في لندن وآخر في واشنطن خلال العامين الماضيين كما قامت الأجهزة الحكومية المختصة بإعداد برامج وندوات موجهة لكل شرائح المجتمع أسهمت في خلق الوعي الوسطي لدى الناس كما عقدت الكويت ورعت العديد من المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية حول نهج الوسطية في الإسلام وزرع منهج التسامح الديني بين الشعوب واحترام معتقدات اتباع الديانات السماوية وحفظ مكانتها ورفض الإساءة لرموزها والوقوف ضد استخدام المعتقدات الدينية للتمييز بين أفراد المجتمع واحترام خصوصيات الشعوب وحقها في المساواة والعيش المشترك.
إن كل ذلك هو الأصل في العلاقة بين البشر كما أن تحقيقها هي الغاية الكبرى في كل الديانات والثقافات".

وهناك العديد من الشخصيات البارزة في روسيا من مثقفين وزعماء مسلمين، الذين يعتقدون بأن مبادئ "الوسطية" حيوية اليوم بالنسبة إلى روسيا، حيث يزداد كل عام عدد المواطنين المسلمين في روسيا، ويمكن تطبيق هذه المبادئ عملياً بمشاركة من المؤسسات التعليمية ومراكز النشر ووسائل الإعلام.

وكما أشار الباحث الروسي والمدير العلمي لدار النشر "لادومير" في موسكو يوري ميخائيلوف فإن " أفكار "الوسطية" مهمة جداً للدولة والمجتمع باعتبارها حجر الزاوية في الإسلام، لأن نموذج العلاقات الذي يقدمه القرآن الكريم يؤكد على الوسطية والاعتدال والتوازن، التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من سمات المؤمن. فالوسطية هي نقطة التوازن. ولا يمكن اتخاذ قرارات سليمة في حالة يشوبها عدم الاتزان تؤدي إلى نشوء أفكار التطرف وغيرها من مظاهر التشدد. أما الجهاد فهو السعي من أجل وضع الإنسان على الطريق الصحيح المتزن والمستقر".

وكما يقول عبد الرؤوف زابيروف الشخصية الإسلامية المعرووفة من مدينة بنزة الروسية ورئيس تحرير صحيفة "التنوير" والذي شارك في الندوة العلمية (السيمينار) للصحفيين التي نظمها المركز الدولي "للوسطية" في الكويت، بكل ثقة: بأنه على خلفية الدعوة إلى الوحدة الروحية لمسلمي روسيا يمكن لمفهوم "الوسطية" أن يشكل أرضية حقيقية لعمليات التكامل في الأمة الإسلامية في روسيا.

ويضيف زابيروف :"من المؤسف أن تنشا خلافات بين المسلمين في روسيا. وتأتي "الوسطية" لتلعب دوراً توحيدياً في المجال الروحي لمختلف التيارات والمذاهب والإدارات والمدارس الإيديولوجية. ونأمل أن تساهم أفكار "الوسطية" في توطيد روابط الأخوة والتعاون والاحترام المتبادل بغض النظر عن وجود اختلاف في وجهات النظر".

وبدوره أعطى مدير المركز الإسلامي في تشوفاشي ورئيس الإدارة الدينية لجمهورية تشوفاشي أيرات خايبولوف، والذي شارك في السيمينار المذكور أعلاه، تقييماً عالياً للجهود العلمية التنويرية للمؤسسات الحكومية ولعلماء الكويت وخاصة وزارة الأوقاف.
وأكد الشخصية الإسلامية على "أن مبادئ "الوسطية" ليست جديدة بحد ذاتها، وإنما التركيز عليها ونشرها جعلت عملنا أكثر فعالية في بث الأفكار المعتدلة والمتزنة في حياتنا والتي تنبع أصلاً من المذهب الحنفي. وأريد أن أشكر وكيل وزارة الأوقاف في الكويت الدكتور عادل الفلاح شخصياً على تلك الخبرة العلمية المتكونة في البلاد والتي تطبق بنجاح عملياً في كل أنحاء العالم".

واليوم فإن حوار الحضارات والثقافات الذي يمثل عاملاً ضرورياً للحياة في روسيا، يمكنه أن يجابه التطرف الديني والروح الانفصالية. ولكنه يحتاج إلى تأسيس فكري متين. إن تأسيسه من وجهة النظر الدينية يعتبر، دون أدنى شك، مسألة تخص أمن الدولة. وفي هذا المجال، يستطيع المركز الدولي "للوسطية" في الكويت أن يقدم خدمة جدية بفضل النخبة المرموقة من خيرة العلماء المسلمين العاملين في المركز.

وهذه النقطة بحد ذاتها كافية لإعطاء زيارة سمو أمير دولة الكويت أهمية خاصة تتعدى أطر العلاقات التقليدية بين الدول.