لماذا ينبغي ان تبرر الوهابية نفسها ؟

العلامات:

0
29-03-2017
كلمة الكسي مالاشينكو في ندوة موسكو حول السلفية

 



أنا اقترح النزول الى عالم الواقع.  وبعد ان سمعت كل ما قيل هنا تولد لدي إحساس بأن الوهابية يجب ان تبرر نفسها، وان السلفية يجب ان تبرر نفسها. فلماذا؟

نحن نشكو من موقف وسائل الاعلام. ونحن نشكو من السياسيين الذين يوردون أقوالا فظة.  فدعنا نتفق، ونتولى السلطة ونصدر سلسلة من الكتب الشعبية بمائة وخمسين صفحة، على سبيل المثال " سيرة حياة أبن عبدالوهاب"، ونكتب أي رجل كان بدون كل تلك السخافات الايديولوجية. فهو ينتمي الى التاريخ والى العصر الراهن.

بالمناسبة يكتب في سلسلة " حياة مشاهير الرجال" عن الجلادين أيضا. إذن  اذا ما أردنا أن نؤثر بشكل ما على الوضع فيجب ان نشرح للناس ما هي السلفية. كتاب صغير يكتب بإسلوب جيد وبلا اخطاء. ألا نستطيع ذلك؟ أم إننا لا نستطيع الاتفاق بصدد نشره ؟  بلا كلام عن الارهابيين والمتطرفين.

هل يمكن القيام بذلك؟  نعم يمكن، بل يجب. لأنه اذا لم نفعل ذلك  فإنه سينظر الى الاسلام فعلا بصفة – الجهادية والارهاب.  اذن هذا واجب، ونحن نقول دوما ان روسيا دولة متعددة الطوائف والاديان. ولكن حالما يدور الكلام عن الاسلام يبدو اما بشكل دعاية بأنه دين السلام، وهذا ما لا يصدقه الكثيرون، واما يدور الكلام عن الارهابيين.

هذه مهمتنا، وهذا واجب وامر واقعي وأظن انه من الممكن القيام به،  والا فسيكون الكلام طوال الحياة – بان السلفية شئ سيئ، الاسلمة شيء سيئ، والوهابية شيء سيئ وغير ذلك.

في عام 1996 كتب يفجيني مكسيموفتش بريماكوف، حين كان وزيرا للخارجية، ولم يصبح رئيسا للوزراء بعد ... اعتقد ان ذلك كان في عام 1996 .. ان " السلفية " هي شئ اعتيادي. ايها اشباب، يجب التعامل معها". وكان صوته آنذاك مثل صرخة في الوادي.

وفيما بعد تبين ان السلفية والاسلام هما الشئ ذاته. لكن كيف تتم مواجهة ذلك ولو قليلا. بإعتقادي ان من الواجب ان نتحد ونعمل. فلابد من البدء من عمل ما. أنا أطالع الكتب حول الاسلام. فأجدها أما كتبا فقهية: مجددا يرد فيها ان الاسلام دين السلام والحديث عن النبي محمد(ص) ، واما هي مطبوعات معادية للاسلام تماما. فهل يمكن ان يكتب عنه بصورة طبيعية؟ بل يجب.

والآن بصدد المصطلحات. ربما ستعارضونني أيضا. فمن فكر باستحداث مصطلح " الراديكالي الاسلامي"؟ ان الراديكالي – أنسان طيب! وكان جميع الراديكاليين أناسا أذكياء طبيعيين. إذكروا لي ولو أسما واحد سواء في العلم او السياسة لم يكن راديكاليا. فهو يريد ان يغير شيئا ما بصورة راديكالية وبناء شئ ما جديد بصورة راديكالية. انهم متطرفون – نعم.

بالمناسبة اذا ما تطلعنا الى البانوراما السياسية في العالم الاسلامي نجد ان الراديكاليين هناك ليسوا متطرفين. ان المتطرفين يعرقلون الراديكاليين، انهم مخربون. اما تصورنا فهو: الراديكالي الاسلامي هو قاطع طريق. وهذا غير جائز، هذا ليس من الصواب.

بل اقول لكم أكثر من ذاك، يوجد حتى راديكاليون معتدلون، لكن اختلطت علينا الأمور كثيرا، على أي حال، نحن أناس أخيار. لكن اختلطت علينا الأمور كلها. وهذا امر سيء.

أما بصدد المناقشات في اوساط المجتمع الاسلامي الروسي، وليس هناك فقط.  أولا، لا اريد الاساءة الى احد، لقد جرى الجدل المجنون سابقا ( الآن ولى ذلك الزمن والحمد لله) بين الاسلام التقليدي وغير التقليدي. لكن ايها الزملاء هذا سخف وخزعبلات. هذا سخف. نعم . القول بان:" اسلامي تقليدي، واسلامك غير تقليدي" هذا ليس من الصواب في شيء، ما يعني ذلك.

والقول ان الاسلام يمكن ان يكون بهذه الصورة – الوحدة في التعددية. فيقال "كلا، أبدا". لماذا؟ لأن السياسة تتدخل في القضية.  فكل ما يعتبر اسلاما غير تقليدي، ارجو المعذرة، المملكة العربية السعودية مثلا، هذا امر سيء! اما ما يوجد لدينا  في موردوفيا ، وارجو ان لا أسئ الى أحد، هو شيء جيد. لكن ، كيف هذا؟

دعنا نتفق بشكل ما. وهذا الجدل الذي تحدث عنه السيد البرت المحترم هو الصحيح. ويجب ان يكون بهذا الشكل. لكن، وارجو المعذرة مرة اخرى، هذا يجري  في غالب الاحيان في اطار المماحكات.أليس كذلك؟

بالمناسبة أنا لا اتفق مع القول بأن الاسلام يجب ان يكون موحدا تحت قيادة موحدة. حسنا تحت ادارة من؟  هل سيكون الحال كما في الكنيسة الارثوذكسية؟ وسيكون هناك بطريرك مسلم؟ لقد جرت محاولات لذلك في روسيا على أي حال وليس في روسيا فقط. هذا نوع من تعددية الاتجاهات، بشكل ما. لكن هذا الشيء هو أكثر، أنه شيئ ما حي . اتفهمون اي شيء؟

بالمناسبة  اعتقد ان الكرملين عندنا قد تخلى عن ذلك  قبل خمسة او سبعة أعوام مضت. علما بأنه جرت هناك محاولة استحداث لسلطة مرجعية اسلامية عليا. فماذا حدث؟ ماذا؟ لم يتحقق شيء. هكذا.  لأن المشاكل هناك كثيرة جدا ويتطلب حلها وقتا طويلا جدا.

وأعود الى ما بدأت به وهو اصدار كتابين اوثلاثة كتب موضوعية، دقيقة، وبدون تلك الايديولوجية، والارهاب، سيكون ذلك شيئا مناسبا جدا، واصدارها ليس بخمسمائة نسخة بل أكثر.