الخليفة العباسي المقتدر بالله و اجداد التتر

العلامات:

0
16-06-2017
أرسل الخليفة العباسي المقتدر بالله عام ٣٢٠ للهجرة وفداً رفيع المستوى مكونا من ستة الآف وقيل خمسة الآف شخص ما بين عالم وفقيه ومعماري وغيرهم من بناة الحضارة وعُمّار الأرض وذلك بطلب من قيصر بلاد الصقالبة والبلغار ( تتارستان حاليا – روسيا ) ليتعرف على الاسلام. أتى الوفد بعد رحلة طويلة وشاقة من بغداد مرورا بهمدان فبلاد ما وراء النهر حتى وصلوا الى القيصر في يوم بهيج يتم الاحتفال به سنويا في تتارستان لتخليد هذه الذكرى الجميلة حيث اسلم القيصر ومن معه وأصبحت هذه البلاد مسلمة حتى يومنا هذا. وتقول بعض الروايات ان الاسلام دخل هذه البلاد قبل ذلك بكثير بل تذهب بعضها ان الصحابي الجليل عبدالرحمن بن الزبير مدفون في بلاد البلغار والله اعلم.

وأثناء زيارتي لتتارستان قبل عدة أيام، لفت نظري أن البلاد بطولها وعرضها تتحدث عن شخص واحد فقط اسمه الرحالة احمد بن فضلان والذي رجع الى بغداد بعد ذلك مع الف من صحبه وبقي هنالك خمسة الآف هم اجداد التتر الحاليين. وللمعلومية، لم يكن احمد بن فضلان رئيساً للوفد بل كان بمعيّة الوفد. السؤال الذي كان يتبادر الى ذهني دوما هو لماذا احمد بن فضلان فقط؟ ومالذي حدث لبقية الوفد؟

الجواب كان واضحا وهو أن بن فضلان كان الوحيد الذي يدوّن كل مجريات الرحلة من بغداد حتى الوصول للقيصر البلغاري! وهو أول من كتب عن عادات الشعوب الروسية وأهل سيبيريا ومناقبهم ومثالبهم!

العبرة والعظة واضحة هنا أيها السيدات والسادة:
أكتبوا حفظكم الله مسار حياتكم ودونّوا المحطات المهمة فيها ففي ذلك بقاء وخلود وأجر عميم بإذن المولى جل وعز.

قصة هذه الصورة المتداولة في بلغار تتارستان كالتالي: في العهد الإسلامي لدولة البلغار والصقالبة ( تتارستان )، وللمحافظة على عزة نفس الفقير وكرامته، كان المتبرعون يأتون لهذه الفتحة في منارة المسجد الكبير فيضعون ما تيسر لهم من تبرعات ثم يأتي الفقراء فيأخذوا قدر حاجتهم دون زيادة أو نقصان!


بقلم/ أحمد بن صالح الرماح
٢١ رمضان ١٤٣٨
١٦ يونيو 2٠١٧