روسيا حريصة على تطوير التعاون مع العالم الاسلامي

news-WyO1Z15bV5

news-WyO1Z15bV5

العلامات:

0
01-11-2013
اللقاء الصحفي في موسكو مع د. صالح الوهيبي الامين العام الندوة العالمية للشباب الاسلامي


د. صالح : من المهم في هذه المرحلة بالذات أن نهتم بالمؤسسات، فالمؤسسة تبقى والأشخاص يذهبون. وبناء المؤسسات على أهميته يتطلب منا النظر في الأساليب التي يجب أن تعمل بها هذه المؤسسة بحيث تكون أكثر فاعلية. لا بد من الإستفادة من تجارب الآخرين، فالحكمة ضالة المرمن أنى وجدها فهو احق بها. والمسلمون على مدى تاريخهم الطويل استفادوا كثيرا من تجارب الآخرين فالصحابة رضي الله عنهم استفادوا من النظام الروماني والفارسي في العديد من الشؤون التي تهم الدولة وتنظيم حياة الناس .

إن المؤسسات العلمية كالمدارس والمعاهد هي الأولى بالعناية والرعاية، كما أنه من المهم أن تكون مواكبة لروح العصر . منذ عشرات السنين قامت المملكة العربية السعودية ومصر وغيرها من الدول العربية والاسلامية بخلط التعليم الديني بالتعليم العصري . وقد شارك حينها في مثل هذا التوجه مجموعة من العلماء الأفاضل. وعليه فنحن اليوم نرى أنه من الضروري الخلط بين العلوم الدينيةوالعصرية، بحيث يتخرج الطالب وقد ألم بما يحيط به من علوم عصره ، ما يتيح له الفرصة العمل في العديد من الأماكن وبمختلف التخصصات .

إذا قمنا في يومنا هذا بتخريج شيخ لا يستطيع أن يستفيد من الانترنيت مثلا، فمعنى ذلك أننا خرجنا طالبا ناقصا. والشيخ المسلم الملم بهذه التقنيات العصرية المهمة، فإنه يتواصل مع الناس في كل مكان من العالم. نحن في الندوة العالمية للشباب مستعدون للتعاون والمساعدة في جانبين: جانب الخبرة العلمية التي نملكها في الندوة من جانب المتطوعين والعاملين، خاصة أننا نتعامل مع قطاع واسع وعريض مع أعداد كبيرة من أساتذة الجامعات والمشايخ. والجانب الآخر هو معرفتنا وعلاقتنا بالجامعات الإسلامية في السعودية والأزهر الشريف في مصر والجامعة الإسلامية في السودان والجامعة الإسلامية في ماليزيا، والجامعة الاسلامية في باكستان وغيرها من الدول العربية والإسلامية، كل هذه المؤسسات العلمية المعروفة عالميا يمكننا أن نجعل بينها وبين كل المسلمين في الغرب وروسيا رابط تعاون.

السؤال : أنتم تتجولون كثيرا في العديد من دول العالم. كيف وجدتم حالة المسلمين في روسيا مقارنة بغيرهم في الدول الأخرى.

من الصعب المقارنة في زيارة واحدة، ولكنني يوم صليت في مسجد الجامعة الإسلامية في موسكو وجدت عددا كبيرا من الناس، امتلأت بهم القاعات والممرات وفي الأدوار التابعة للجامعة.كل هذا يدل على إقبال كبير على الإسلام، كما أن معظم المصلين هم من الشباب. وهذه الظاهرة لا حظناها في الشرق الأوسط عندنا خلال السنوات الأخيرة. فالذي نراه أن الشباب في كل مكان هم الأكثر إقبالا على الاسلام اليوم. هناك صحوة اسلامية وما أرجوه أن كون صحوة راشدة، كما أرجو أن تكون لها قيادات حكيمة تاخذ بيدها إلى الصواب، وهو المنهج الوسطي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

المسلمون اليوم موجودون في كل مكان، أكثرية كانوا أو أقلية . ولا مناص للعالم اليوم إلا التعامل والتعاون مع المسلمين . العالم الاسلامي يملك إمكانات كبيرة، مالية واقتصادية بل حتى جيوسياسية. والحروب التي تقوم اليوم هي في قلب العالم الإسلامي الذي يعتبر الممر الأساسي للمسافرين من آسيا وإفريقيا والدول الأوروبية. كما أن العالم الإسلامي ثلثه من الشباب وهي ظاهرة يفتقدها العالم الغربي، الذي هو في سن الشيخوخة. كل هذه الحقائق نحن نذكرها ونطالب العالم بأن يتعامل معها بإيجابية وليس بخوف.

السؤال : أنتم تمثلون منظمة خيرية معروفة عالميا، فهل خلال زيارتكم لمستم من الجانب الرسمي الروسي اهتمام بالتعاون معكم .؟

لقد شعرنا في الحقيقة بهذا الاهتمام بل إنهم صرحوا بذلك علنا بأنهم يرغبون في التعاون المباشر معنا، كما أنهم يريدون تطوير هذا التعاون على المستوى الرسمي والمستوى الشعبي. في اعتقادنا أن التعاون يجب أن يكون على مسارين: الشعبي والرسمي ، فتجربة العالم الإسلامي مع الولايات المتحدة خير مثال على ما نقول . فبالرغم من أن هذه العلاقة كانت قوية على المستوى الرسمي، إلا أن أحداث 11 سبتمبر جعلتها تنهار، وبقيت العلاقة الشعبية ضعيفة جدا لأنها لم تبن تماما قبل تلك الأحداث . ما نرجوه بشأن العلاقة الروسية مع العالم الإسلامي أن لا تكرر نفس الخطأ بحيث نغفل الجانب الشعبي، بل المطلوب تطويره لأنه هو الأدوم

السؤال : ماهو مستقبل العلاقات بين العالم الاسلامي وروسيا وما هي المشاكل التي تعترض هذه العلاقات؟

أعتقد أن علاقات روسيا مع المملكة العربية السعودية خاصة والعالم الاسلامي عامة ستشهد ازدهارا في المستقبل. أولا لوجود قيادة في روسيا تملك –كما أعتقد – رؤية واضحة تجاه العالم الإسلامي، بل هناك إرادة سياسية لبناء علاقة مع العالم الإسلامي. هذا كان واضحا أيام الرئيس السابق فلاديمير بوتين، وهو كذلك مع الرئيس الروسي دميتري مدفيديف . المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي بصفة عامة حريصون على هذه العلاقة خاصة بعد دخول روسيا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي. بل إن أجزاء كثيرة من روسياهي جزء من العالم الإسلامي وأعتقد أن القيادة السعودية تعي جدا هذا المعنى، ويسعون إلى تحسين هذه العلاقات .

نحن في المملكة جربنا التعامل الآحادي وتبين أنه غير مفيد، وعليه فينبغي أن تكون علاقاتنا المستقبلية متينة مع الجميع، مع أمريكا واليابان والصين وروسيا وغيرها من الدول العالمية والإقليمية. أنا متفائل ولكن أرجو من المسلمين في روسيا أن يكونوا جزءا من هذه المنظومة التي تدعم هذا التوجه وتصحح مسيرته .

رينات نظام الدينوف