روسيا و أوبك

news-U8S6tM4aYm

news-U8S6tM4aYm

العلامات:

0
01-11-2013
شهدت أسعار النفط خلال الشهور الأخيرة ارتفاعا،بعد الأنخفاض الكبير الذى طرأ عليها فى أواخر العام
الماضى.وتعتبر الأسباب المؤثرة على ارتفاع اسعار الذهب الأسود هى الانخفاض الحاد في احتياطات النفط في الولايات المتحدة،وارتفاع أسواق الأسهم العالمية وانخفاض قيمة الدولار،وانخفاض في انتاج أوبك.بالأضافة إلى التأثير السلبى للأزمة المالية الذى تسبب فى أنخفاض حجم الاستثمارات بمقدار الثلث في عام 2009 ويصعب أن يعود إلى المستوى السابق قبل عام 2011. 

ويراهن معظم الخبراء على استمرار النمو في أسعار النفط العالمية.ما عكسته تقديرات البلدان المصدرة للنفط (أوبك) للطلب العالمي خلال الفترة 2009-2010،والتى ترى انه سيزداد بمعدل نمو يصل إلى 2.7 بالمائة،أستنادا إلى توقعات بأنتعاش الاقتصاد بعد كساد عالمي.ولابد أن تؤدى حالة النمو التى ستشهدها الصناعات فى البلدان لزيادة استهلاك النفط، خاصة فى بلدان مثل الصين(8.5 بالمائة) والهند(6.5 بالمائة).

وتولى روسيا أهمية كبرى لأرتفاع أسعار النفط من أجل تجاوز أثار الأزمة المالية،التى تسببت فى تناقص معدل النمو بنسبة تزيد عن 12 بالمائة،وستؤدى لعجز فى ميزانية عام 2010 الحكومية يصل إلى 6.8 بالمائة

وعلى ضؤ هذه البيانات اذا اردنا أن نرصد آفاق علاقة روسيا بالأوبك،سنجد أن حصة أوبك من 34،2 بالمائة من الإنتاج العالمي،في حين أن بقية البلاد كانت 65.8 بالمائة.تشكل حصة روسيا من أجمالى حجم النفط 15.3 بالمائة، ومن المتوقع زيادة انتاجها وصادراتها في عام 2010، بأعتبار أن الشركات الروسية ستبدأ استثمار في حقول جديدة،اضافة للمزايا الضريبية التى منحتها الحكومة لمنتجى النفط،فضلا عن تخفيض قيمة العملة التى عززت مواقع المؤسسات العاملة فى قطاع النفط. هذا الوضع يعنى أن روسيا ودول الأوبك ستتحكم فى نصف كميات النفط المطروحة فى الأسواق العالمية.

من جهة أخرى يواجه تعاون روسيا مع الأوبك عقبات فعلية، وربما تكون مساعى روسيا للتأثير على أتجاهات سوق النفط من ابرز هذه العقبات،بعد أن اصبحت القوة الأساسية التى تتحكم فى أسواق الغاز العالمية.كما أن تعاون روسيا مع منظمة الأوبك لا يلقى ترحيبا من الشركات الغربية،على العكس ترى هذه الشركات أنه يمكن أن يهدد مصالحها. بالأضافة إلى أن ظروف المناخ فى روسيا تمنعها من الألتزام بقرارات تقليص الأنتاج خلافا لوضع حقول النفط فى الخليج، يؤدى توقف الأنتاج فى حقول سيبيريا إلى تجمد أبار النفط.

وأنطلاقا من مصالحها لا تعتقد روسيا أن منظمة الأوبك قادرة على زيادة أنتاج النفط بما يؤثر على مصالح الدول المنتجة للنفط والتى خارج المنظمة،ما يجعل نفوذ المنظمة محدودا.