عشرة اقتراحات لحل مسائل كبري

news-1RidF3H7Ua

news-1RidF3H7Ua

العلامات:

0
01-11-2013
د. شامل سلطانوف

يمكن وصف الوضع الراهن في العالم بأنه متشعب استراتيجياً أو أنه في حالة عدم اليقين الاستراتيجي المتنامي. وعلى الرغم من التصريحات المتفائلة من قبل وسائل الإعلام، فإن الآليات الحقيقية للأزمة الاقتصادية العالمية ما تزال غامضة. ولهذا السبب بالضبط فإن النمط الواقعي المتجسد لهذه الأزمة يبقى غير موجود. 

وأنا أنطلق من كون الكساد الاقتصادي الحالي المستمر ما هو إلا مرحلة أولية وحافز مهم جداً لوجود أزمة في النظام الاقتصادي العالمي. واعتقد أن تطور هذه الأزمة المنظوماتية ستقود حتماً، في السنوات 10-15 القادمة، إلى تحول شامل ليس فقط في منظومة العلاقات الدولية ولكن في مجمل النمط الحضاري السائد. وذلك حتمي، لأن دروس التاريخ تعلمنا بأنه خلال كل فترة زمنية مدتها 60 عاماً تجري هكذا تحولات، بغض النظر عن رغبة أو عدم رغبة السياسيين والمنظرين والإيديولوجيين والمفكرين.

ومن هنا فإن اقتراحي العملي الأول يتلخص في ضرورة قيام مجموعة من الخبراء من روسيا والعالم الإسلامي برسم السيناريوهات المحتملة حتى عام 2020 أو 2025 . ويجب أن تعد هذه الوثيقة بداية كبحث يقدم إلى حكومات بلداننا ثم تنشر على شكل كتاب يوزع على النخب السياسية والاقتصادية.

تواجهنا اليوم مخاطر عالمية وإقليمية جديدة نوعياً وستزداد أهميتها بشكل كبير في السنوات العشر القادمة. وسأذكر بعضاً من الأمثلة الكثيرة:
مثلاً شحة المياه الصالحة للشرب. سيبلغ عدد سكان العالم الإسلامي حتى عام 2020 حوالي مليار و800 مليون نسمة. وسيعاني أكثر من 450 مليون مسلم منهم من زيادة النقص في مياه الشرب. ومن جهة أخرى نرى أن روسيا تمتلك أكبر مصادر المياه الصالحة للشرب في العالم.

كما يرتفع باستمرار مستوى المياه في المحيط العالمي نتيجة للتغيرات المتسارعة في المناخ العالمي وذوبان الجليد، بوتائر تفوق كل التصورات، في القطب الشمالي والمحيط المتجمد الجنوبي. وسيؤدي ذلك مع حلول عام 2025 إلى ازدياد الأخطار على العديد من أكبر مدن العالم بما فيها في روسيا. وسيتعرض لهذه الأخطار أكثر من 200 مليون مسلم في المناطق المتاخمة وخاصة في الباكستان وبنغلادش وإندونيسيا ومنطقة الخليج العربي.

ومن جانب آخر، فإن التغيرات المناخية في روسيا ستقود إلى تسريع وتيرة تحول مناطق سيبيريا الغربية والشرقية إلى مستنقعات ، مما سيترك أثره السلبي على استخراج النفط والغاز في تلك المناطق.

والمشكلة الأخرى التي لا مفر منها والتي ستصطدم بها روسيا والعالم الإسلامي هي إزدياد حدة مشكلة الأمن الغذائي الشاملة. فإذا كان اليوم 30 % من جميع المسلمين في العالم يعيشون في حالة فقر ، بدخل يومي لا يزيد عن دولارين، فإن هذا العدد سيرتفع بنسبة كبيرة في السنوات العشرة القادمة.

والمثال الآخر هو مشكلة إقليمية وعالمية متوسطة الأمد تتجسد في حالة سباق التسلح النووي، غير القابل للسيطرة، في الشرقين الأدنى والأوسط.

وفي هذا الإطار فإن مقترحي الثاني يتلخص في الآتي: على روسيا والعالم الإسلامي أن يمتلكا، إن لم تكن أجوبة جاهزة على تلك التحديات، فعلى الأقل رؤية مشتركة حول طرق حل المشاكل الكبرى. نحن بحاجة إلى مركز تحليلي متقدم يجمع نخبة من الباحثين من مختلف دول العالم يستطيع وضع خطط استراتيجية لحل المسائل المطروحة وإعطاء إرشادات عملية في مجال تنسيق الجهود المختلفة في روسيا والبلدان الإسلامية للبحث عن حلول مثلى في هذا الإطار.

من المعروف أن أي مشروع لكي يكون فعالاً يجب أن يحظى بتأييد الوسط الاجتماعي. وكذلك فالتعاون الاستراتيجي بين روسيا والعالم الإسلامي غير ممكن بدون ذلك. وهنا تبقى أمامنا مشكلتان مفتاحيتان.

ففي روسيا يستمر العداء للإسلام بين أوساط واسعة من السكان. وفي العالم الإسلامي يستمر الجهل بروسيا.

وأما مقترحي الثالث: فهو إعداد ونشر سلسلة مكونة من خمسة وعشرين كتاباً لأفضل المؤلفين في العالم الإسلامي باللغة الروسية، توضح جوهر الإسلام وشخصية المسلم الحقيقية وجوهر الطبيعة الإسلامية والعقيدة الاجتماعية والأخلاقية في الإسلام وغيرها. وبالمقابل يتم نشر خمسة وعشرين كتاباً باللغة العربية لأفضل كتاب روسيا تقدم للقارئ المسلم حقائق عن سر الحضارة الروسية.

الاقتراح الرابع: قيام مختصين من العالم الإسلامي وروسيا (10-15 فيلماً) بوضع مجموعة من الأفلام عن الإسلام وعن تاريخ الحضارة الإسلامية للمشاهد في روسيا، بحيث يمكن ليس فقط عرضها في التلفزة وإنما نشرها بشكل واسع على شكل أقراص مدمجة للمشاهدة المنزلية ولاستخدامها في البرامج التعليمية.

وفي نفس الوقت يتم إعداد مجموعة من الأفلام عن الحضارة الروسية المتميزة بتعدد الأديان والقوميات وعن تاريخها، لتعرض في أوساط واسعة في البلاد الإسلامية.

الاقتراح الخامس: إعداد وعقد مؤتمر متنوع من حيث المشاركة عن مكافحة تجارة المخدرات. سيما وأن هذه المشكلة تزداد حدتها وخطورتها يوماً بعد يوم في روسيا. وقد تراكمت خبرات مفيدة في العديد من البلدان الإسلامية في محاربة ظاهرة تعاطي المخدرات. ويمكن لروسيا المعاصرة أن تستفيد من تلك الخبرات.

ويتلخص المقترح السادس في الآتي: إحدى المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي والعربي هي مشكلة نقص عدد المهندسين والناس ذوي الميول العلمية الهندسية. لذلك، يجب في هذا الإطار، إنشاء مجموعة عمل مهمتها إعداد مقترحات لتأسيس عدد من الجامعات التقنية الروسية في بعض البلاد الإسلامية.

المقترح السابع: وهناك مأساة الشعب الفلسطيني التي تستمر منذ 60 عاماً وهي مشكلة عالمية كبيرة بالنسبة لشعوب بلدان العالم الإسلامي وللمسلمين في روسيا. يجب إعداد جملة من المقترحات والتوصيات حول موضوع كيفية لم الجهود في الظروف الراهنة للتضامن مع الشعب الفلسطيني البطل وحول كيفية فك الحصار عن قطاع غزة الذي أصبح يمثل أكبر معسكر اعتقال في العالم المعاصر، ومعالجة هذه المقترحات واتخاذ قرار بها في مؤتمر دولي يعقد مثلاً في سورية.
أما المقترحات الثلاثة التالية فهي موجهة بالدرجة الأولى إلى النخب الرفيعة في روسيا والعالم الإسلامي.

المقترح الثامن: إعداد وعقد مؤتمر دولي في موسكو بمشاركة الخبراء ورجال الأعمال من البلدان الإسلامية المهتمين في تطوير التعاون الاقتصادي مع روسيا من أجل مناقشة موضوع حيوي وهو كيف يمكن تطوير التشريعات الروسية لخلق مناخ جيد لاستثمارات إسلامية طويلة الأمد ولاتخاذ التوصيات وتوجيهها إلى الجهات المختصة في روسيا.

المقترح التاسع: إعداد وعقد مؤتمر دولي بمشاركة الخبراء ورجال الأعمال حول مسألة وضع وتنفيذ مشاريع اقتصادية متعددة الجوانب وطويلة الأمد (بمشاركة روسيا ودول العالم الإسلامي ودول أخرى مثل فرنسا والصين وأمريكا وغيرها).

وأخيراً المقترح العاشر: إنشاء ورشة عمل لتصميم مشاريع اقتصادية استراتيجية لدعم التعاون بين مجتمع الأعمال المسلم في روسيا ورجال الأعمال من البلدان الإسلامية للمناقشات المستقبلية من خلال مؤتمر دولي يعقد في قازان أو محج قلعة أو أوفا أو غيرها.

ترجمة للقسم الاعلام المجلس الاسلامي الروسي