مدرسة النوري في قلب العاصمة الروسية

a47d50278e3f3e6cf9deb553ee744629_XL

a47d50278e3f3e6cf9deb553ee744629_XL

العلامات:

0
19-08-2014

يموت الرجل ولكن تبقى آثاره من بعده، هذا ما يعرفه القاصي والداني.. لم يكن الشيخ نادر النوري بعيدا عن هذا الكلام في حقيقته، لم تكن أيادي الشيخ النوري مخفية في العديد من بقاع العالم، فالرجل كغيره من أهل الخير كان سباقا، ومتسابقا لنيل المراتب الأولى بين العاملين في العمل التطوعي الإسلامي ووضع بذرات من الخير في العديد من بقاع العالم.


لقد كان منذ سنوات طويلة هنا، جاء لزيارة المسلمين في روسيا.. التقى بالعديد من رجالها، وترك وراءه أعمالا شاهدة عليه من بينها مساعدة في شراء طابق أرضي ليكون مقرا للمجلس الإسلامي الروسي، وليكون منطلقا لأعمال إسلامية وخيرية كثيرة، وله آثاره الطيبة في العمل الإسلامي داخل البلاد إلى اليوم.


مدرسة النوري هي نتاج تلك الجهود والمتابعة التي لم تكن تنقطع من قبل الشيخ نادر، لتفقد سير عمل المجلس وما يقوم به من نشاطات.


tempاجتمع المجلس الإسلامي الروسي في جلسة لمجلس إدارته لمناقشة العديد من القضايا والمشاريع المطروحة والمقترحات المتعلقة بتطويرها، ولدى الحديث عن المدرسة وما حققته من نجاح خلال التجربة القصيرة التي مرت بها، صدر القرار بالإجماع من قبل أعضاء المجلس بأن يتواصل عملها وأن تسمى المدرسة باسم الشيخ نادر النوري، وان يتم توسيع عدد الصفوف وقبول الطلاب لما لقيه العام الأول من نجاح وتقييم رفيع لمستوى الطلاب من المشرفين من الوزارة على امتحانات التلاميذ والتلميذات.


بداية المشروع


مدرسة النوري بدأت عملها منذ سنة دراسية، حيث تعتبر المدرسة واحدة من النوادر في العاصمة موسكو، فهي تدرس المواد الرئيسية المقررة من الوزارة مع التركيز على التربية الإسلامية واللغة العربية. التلاميذ يتلقون تعليمهم ثم يقومون بتقديم الامتحانات ثلاث مرات سنويا في المدارس الحكومية المنتسبين إليها.


تجربة فريدة لم يكن لمثيلاتها وجود في موسكو، فتحت المدرسة أبوابها في مبنى المجلس مع بداية العام الدراسي لعام 2013، ويدَرَّسُ فيها من الابتدائي إلى الإعدادي، كما يوجد مرفق تحضيري للمدرسة لمن دون السادسة من العمر.


ميزة هذه المدرسة أن التعليم يتم من خلال مراقبة من مدرسين متخصصين عملوا طيلة السنة التجريبية كمطوعين، بحيث ضمنوا قلة المصاريف والتركيز على النتائج الجيدة للمستوى التعليمي للأطفال، ما حقق لهم ثقة أولياء التلاميذ وجلب انتباه الآخرين إليها، وقد تحققت الغاية فكل الأطفال قدموا امتحاناتهم بامتياز، واستطاع البعض منهم الرفع من مستواه في المواد التي كان يعاني منها في المدرسة الحكومية.


يقول السيد محمد صلاح الدين رئيس المجلس الإسلامي الروسي:" لقد أحب الشيخ نادر النوري روسيا والمسلمين الذين يعيشون فيها. زرنا معه العديد من المناطق، ونظمت العديد من المشاريع الهامة. وبفضل جهوده المشكورة وعنايته الفائقة فتحت هذه المدرسة. فليرحمه الله تعالى ويجعل مثواه الجنة يتجول في حدائقها".


ويضيف صلاح الدين:" لقد كان المشروع تجربة فريدة، بدأنا بعدد قليل من التلاميذ لكن النتائج الإيجابية التي حققوها ضاعف عددهم للسنة الدراسية القادمة. يمكننا القول بأن البذرة قد بدأت تؤتي أكلها ونسأل الله التوفيق لنا ولأهل الخير المزيد من العطاء".