18 ساعة من الصيام لا تكسر إرادة مسلمي روسيا

news-ydLLtxqq7s

news-ydLLtxqq7s

العلامات:

0
05-11-2013
لشهر رمضان في روسيا نكهته الخاصة، وعبق يستشعره المسلم في شوارع المدينة بالرغم من أن كل ما يحيط بك لا ينبئك بوجوده تماما.. فالمحلات مفتوحة وعادات الناس اليومية من أكل وشرب لا تتغير.

ويقول د. رحمة الله لـ"إسلام أون لاين": "إن رحمة الله تغمر جميع المسلمين، الحياة من حولنا غريبة، لكنك إذا قدمت إلى المسجد استشعرت بنعمة رمضان ونفحاته.. المساجد مليئة تدب فيها الحياة ليلا ونهارا.. لقد تغير حالنا بفضل الله، وأصبحنا نستشعر هذه النفحات بعد أن حرمنا منها عشرات السنين".

ومع ذلك، فإن الشوارع المؤدية إلى المساجد تعبق بنفحات الشهر الفضيل، ذلك أنها تعج بالمسلمين، الذين يتوافدون من جميع أنحاء المدينة للصلاة والمكوث في المسجد، والشراء من متاجر اللحم الحلال المنتشرة حول المساجد واقتناء بعض الأكلات الشعبية المختلفة التي يبيعها أبناء القوميات المسلمة ممن افترشوا الساحات المجاورة للمساجد ليبيعوا فيها ما لذ وطاب، وما تعودت الأنفس أكله في هذا الشهر الفضيل.

ويظل القاسم المشترك بين الكثيرين هو التعبد والتحصن بحيطان المساجد وأسوارها من المظاهر التي لا تتناسب مع أجواء شهر رمضان المبارك في شوارع المدينة.



رمضان وحرارة الطقس

تزامنت كلمة روسيا بالدب الأبيض والصقيع، فإما أن تكون الحرارة فوق الثلاثين، وقد تصل إلى الأربعين في بعض المناطق فهذا أمر لم يعهده الناس في هذه البلاد.

أما رمضان هذه السنة فقد تشابه مع مثيله في السنة الماضية حيث تزامن مع موجة حرارة شديدة، أسفرت عن العديد من الحرائق المختلفة في الغابات المجاورة للمدن الروسية المختلفة من شمالها إلى جنوبها.

ويعتبر اليوم طويل في موسكو حيث يصوم الناس في السنوات الأخيرة أكثر من ثمانية عشر ساعة ما يجعل الصيام ذو خصوصية فريدة على هذه الأرض، ويسبب ذلك إرهاقا شديدا لدى الكثيرين، وبالذات لدى أصحاب الأعمال الشاقة لكن ذلك لا يمنع المسلمين من القيام بواجباتهم بغض النظر عن الصعوبات.

ويقول بشير محمدوف الذي يعمل مهندسا في إحدى الشركات الخاصة لـ"إسلام أون لاين": "إن الطقس هذه السنة صعب، ومع ذلك فبحلول شهر رمضان أحسسنا براحة نفسية تساعدنا على تخطي جميع الصعاب، رمضان يأتي مرة في السنة وعلينا الصبر لنيل الخير فيه، إن لرمضان في قلوبنا نسماته الخاصة ونحن نشعر بذلك".



حركة خيرية غير معهودة

يتزامن شهر رمضان في السنوات الأخيرة مع حركة خيرية غير معهودة، فمن المؤسسات من يهتم بتنظيم الإفطارات في جميع المصليات والمساجد، ومن المؤسسات من تضاعف من نشاطها وحملاتها لجمع تبرعات للأيتام ولأصحاب الأمراض المستعصية الذين يشرفون على علاجهم.


أشار السيد محمد صلاح الدينوف رئيس المجلس الإسلامي الروسي لـ"إسلام أون لاين" أنه مع الافطارات الرمضانية التي يقومون بها في العديد من المناطق الروسية، بالتعاون مع المؤسسات التابعة للمجلس، إلا أنهم يقومون كذلك بالتركيز على الترويج الاعلامي لنشاطات المسلمين والعادات والتقاليد الرمضانية في مختلف المناطق الروسية.

وقال "إن العمل الإعلامي مهم جدا، حيث من الأهمية بمكان أن تطلع الآخرين عما يقوم به غيرهم من أنشطة، ما يساعد على التنافس بينهم في الخير، وربط المسلمين بعضهم ببعض".

وأضاف "إن الجانب الإعلامي ضعيف بين المسلمين ونحن نحاول أن نسد جزءا من هذه الثغرة من خلال ما نقوم به في وكالة الانباء الاسلامية التي نشرف عليها، العادات الرمضانية تختلف باختلاف القومية والمنطقة، ونحن نحاول التعريف بذلك بحسب الإمكانيات" .



عادات رمضانية

تختلف عادات المسلمين وطريقة احتفالاتهم بهذا الشهر الفضيل بحسب المنطقة والعرقية، لكن الجميع يشتركون في إحياء لياليه بالصلاة وأيامه بالصيام . فالجميع يعيش في مجتمع غير مسلم ويتأثرون بالواقع المحيط بهم.

ومع ذلك فإن المسلمين هنا حافظوا على خصوصياتهم، بل استطاعوا أن يحتفظوا بخصوصيات كل قومية مسلمة على حدة، علاوة على تصديرها لغيرهم.

من العادات المنتشرة في هذه البقعة من الأرض دعوة الإمام أو قارئ للقرآن على الإفطار، وهي عادة ارتبطت بهذه الشعوب على اختلاف قومياتهم وأعراقهم، ومن الضرورة أن يترافق مع ذلك الدعاء وقراءة جميع الحاضرين، بغض النظر عن العمر، لبعض آيات من القرآن الكريم للبركة والتبرك.

ومع الشاي يلقي الشيخ موعظة او درسا مما يترك أثرا طيبا في المدعوين كما يساعد على تحفيز غير المتدينين إلى الالتزام بالتعاليم الاسلامية.

وتعتبر صلاة التراويح في المساجد شيئا مقدسا لدى الكثير من أبناء المسلمين في روسيا، فمع تأخر الوقت وقلة الأماكن لصغر المساجد تستقبل يوميا عشرات الآلاف ما يجعل الشوارع المجاورة تكتظ بالمصلين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب، حيث تعتبر صلاة التراويح عبادة هامة في توحيد المسلمين وفرض وجودهم في مجتمع غالبيته لا تولي اهتماما كبيرا للتدين والمتدينين.