آليات التفعيل – تشجيع الجمعيات المدنية والاجتماعية والدينية في مكافحة الإرهاب - إسلام نيوز

WhatsApp-Image-2020-02-18-at-13.58.05-1024x768

WhatsApp-Image-2020-02-18-at-13.58.05-1024x768

العلامات:

0
01-05-2020
عقدت رابطة العالم الإسلامى مؤتمرا تحت عنوان “مبادرات تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف”، وذلك في الفترة 18-19 فبراير 2020، في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وقد شارك في المؤتمر رئيس المجلس الاسلامي الروسي محمد صلاح الدينوف الذي قدم المبادرات التالية : تُشكل قضية التطرف لدى الشباب تحدياً كبيراً؛ أمنياً وسياسياً، وأهمها التحدي الفكري، في ظل ما يمر به العالم الاسلامي من أحداث وما يتبعها من أفكار تبثها التنظيمات الإرهابية. في ظل ذلك؛ دعت فعاليات وطنية وشبابية حول العالم وفي روسيا أيضا، التي تشهد مثل هذه الظواهر، إلى تحصين الشباب فكرياَ ضد ظاهرةِ الغلو والتطرف والى محاربة الفكر الضلالي التكفيري بكل أشكاله واتجاهاته. وتتمثلُ ضرورة مثل هذه الفعاليات في أن تُساهم في تحصين الشباب أنفسهم فكرياً بالدراسة والرجوع إلى العلماء في أمور دينهم وعدم الانصياع لدعوات الغلو والتعصب والتكفير التي تدعو إليها جماعات الفِتنةِ والتحريض. إن مواجهة التطرف والغلو تتطلب استراتيجية وطنية وأمنية تشارك فيها مختلفً الأجهزة الرسمية ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني ، بحيث تشكل مُجتمِعة نُواة للتوعيةِ والتحذير من مخاطر هذا الفكر الإرهابي المنحرف وآثاره على الشباب. الدور الكبير للجمعيات المدنية والاجتماعية والدينية بفضل الله تعمل العديد من الجمعيات الاسلامية التنويرية عبر العالم ومن بينها روسيا على القيام بدور فاعل في مواجهة التطرف والدعوة للوسطية والاعتدال والتعبير عن صورة الإسلام الحقيقية. وتأتي مثل هذه الخطوات بعد أن ظهرت بعض التنظيمات والجماعات التكفيرية، التي تميزت بالجهل وسيطر على عقولها ثقافة الموت وسفك الدماء دون أن تأخذ بعين الاعتبار منهج الاسلام القويم كدين يتًسِم بالرحمة والإنسانية والخير للبشرية جمعاء. فقد عقدت هذه المؤسسات مؤتمرات دولية و دورات متعددة شارك فيها خيرة العلماء والمتخصصين في مجال الأمن المجتمعي والفقه الشرعي، ما ساهم بشكل واضح في تخفيف حِدَة التفاعُل مع تلك الأفكار الهدامة التي كانت قاب قوسين أو ادنى من الانتشار الواسع بين فئات متنوعة من الشباب بمختلف أعمارهم ومستوياتهم الفكرية والاجتماعية. وقد تناولت هذه المؤتمرات والأحداث مواضيع جوهرية تتعلق بالأمن المجتمعي والحرية ومكافحة الإرهاب والتطرف رغبةً في تحصين الفكر لدى الشباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. إن المجلس الإسلامي في روسيا، تنبه لهذه القضايا منذ سنوات، وبالتالي بدأ في تطبيق برنامج أطلق عليه «البرنامج التنويري»، كان هدفه الرئيسي محاربة التطرف والعنصرية والإرهاب وإبراز صورة الإسلام وعدالته وسماحته وإبراز رسالته لتحصين شبابنا من الآفات الخطيرة التي يمر بها. لقد عمل المجلس الإسلامي في روسيا بالتعاون والتنسيق مع عدد من الشركاء والجهات المعنية ذات الصلة الحكومية منها ومن مؤسسات المجتمع المدني في نشر عدد من المفاهيم التي ركز عليها هذا البرنامج، والتنفيذ المشترك لبرامجه المتنوعة. ومن الأهداف التي يسعى إليها هذا البرنامج، هو إبراز موقف الإسلام من بعض المظاهر المعاصرة كالتطرف والغلو والإرهاب وتعزيز دور الشباب في إرساء قواعد الحوار واحترام الآخر وتعزيز الأمن والمسؤولية الوطنية، إضافة إلى تدعيم دور الإعلام في الحياة المجتمعية الفاعلة وبث وغرس مكارم الأخلاق الإسلامية في نفوس الشباب. كما ويسعى البرنامج إلى إبراز دور الإسلام في التسامح والاعتدال والتعايش وتعزيز دور الشباب في تعظيم القيم الوطنية والدينية وتأكيد دور الأسرة في التربية الوطنية والاعتدال. الفتوى الضالة والمُضلة إنه لَمِن المهم التحذير من بعض الفتاوى التي تصدر عن بعض الجهات غير المسؤولة، والتي تشير بشكل واضح إلى عدم معرفتهم الحقيقية وفهم مقاصد الشريعة، بل إنهم ليسوا مؤهَلين للفتوى حيث يستغل هؤلاء حماس الشباب عن طريق الحديث عن بعض القضايا المثيرة للاهتمام والعزف على أوتار عاطفية ترتبط بموضوع الظلم والكرامة والاستبداد والمكاييل العالمية المزدَوَجة. ونشير هنا إلى أنه من الأهمية بمكان أن يعمل علماء الأمة ومن يسير على دربهم، على توعية وتحصين الشباب من بعض الأفكار الهدامة التي تَلفِتُ انتباه الشباب بلَمَعانِها الظاهري، وهي في حقيقتها دمار لمستقبل الأوطان وللمجتمعات بأكملها. ولا يمكن أن تكون هذه الأفكار التي تمر عبر جَزَ الرقاب وانتهاك حُرُمات الأبرياء وقتل أهل الكتاب الذين جعلهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جزءاً من ذمتنا في العالم الإسلامي، لا يمكن لهؤلاء أن يكونوا دعاةَ خيرِ ورسلَ محبةِ يُعبًرون عن رسالة الإسلام العظيمة. إن طريق البناء لإقامة النموذج الإسلامي في الحكم والحرية والكرامة يمر عبر بناء الأوطان والتنمية وتعزيز قيم الوحدة والحرية التي جاء الإسلام لإرسائها في جميع المجتمعات والأوطان، وجعل الحرية وكرامة الإنسان كل الانسان، باختلاف لونه وعرقيته ودينه ومعتقداته وتوجهاته السياسية، هي واحدة من أولويات الدولة الإسلامية وأولويات المجتمعات المسلمة التي نظمت أحكام الشريعة الإسلامية علاقتها ونسجت بينها نسيجا اجتماعيا قويا، هدفه الرئيسي بناء وطنِ آمنِ ومزدهرِ وبناء حياةِ كريمةِ لكل المواطنين داخل الوطن الواحد. أيها الحضور الكريم إن قضية التطرف والغلو لها أسباب ودوافع لا تنحصِرُ في الجهل بأحكام الدين فقط وإنما منها ما هو سياسيٌ وتربويٌ نفسي وما هو اقتصاديٌ وثقافيٌ إضافة لأسباب مجتمعية تُغذي التطرف. و أن عدم وجود ما يُشبِع رغَباتِ الشباب خاصة إذا وافق ذلك بطالة وعدم وجود سبل الرزق وكسب العيش، كل ذلك كفيل في ضياعهم وربما انحرافهم مما يُسهل توجيههم واستغلالهم من قبل تلك الجماعات المتطرفة وتوجيههم حَسَبَ رغبة تلك الجماعات وخُطَطِها، كما أن هذا الفَراغ سببٌ للجريمة والإفساد والإرهاب في المجتمعات.