تونس التي رأيت

العلامات:

0
27-12-2018
د. رياض بن مصطفي

لم يتواصل تواجدي في تونس هذه المرة سوى أسبوع واحد، لكنني مع ذلك لاحظت أموراً احببت ان أسجلها كملاحظات عامة:

١- كثرة الأوساخ في الشوارع سواء الرئيسية منها أو الفرعية وسواء أكان ذلك في مدن كبيرة أو قرى صغيرة.
٢- لا تكاد تحس بوجود بلدية ولا خدمات تقدمها هذه المؤسسات التي طالما كثر عنها الحديث في فترة الانتخابات البلدية. يبدو لك ان السباق الانتخابي كان لمجرد الحصول على ارقام في مجالس البلديات ليس الا.
٣- لا تكاد تجد سلة مهملات ترمي فيها ما بقي في يدك من ورق أو غيره وقد تضطر إلى حمله مئات الأمتار كي تجد له المكان المناسب
٤- لا تكاد ترى شخصا يمشي حولك بملابس نظيفة فالوسخ ظاهر للعيان، ولذلك يتملكك شعور بالخيبة ثم بالعزلة والتفرد بينهم عندما تنظر لحالك وحالهم.
٥- لا تزال المقاهي ممتلئة بروادها لاعبي الورق وكان الحياة كل الحياة تبدا وتنتهي بين تلك الجدران الكئيبة في مظهرها.
٦- حديث الناس في المقاهي على السياسة ولكنك لا تسمع حديثا موزونا يتكلم عن حالة تحتاج إلى جهود وحلول وإنما هو مجرد انتقاد لشخصيات سياسية أو اجتماعية معروفة وهو مجرد انتقاد لتصرفاتهم بل غالبا ما يكون الحديث مجرد نقد مبطن، يشير إلى قول صاحبه " يا ليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما"
٧- تبدو للعيان الحالة الاقتصادية للدولة غير المستقرة وان الدولة منهكة وان الوضع يسير نحو الأسوأ وان القادم سيكون غير مريح للجميع وقد يودي إلى انفجار اجتماعي جديد.
٨- حالة انقطاع بعض المواد الأساسية مثل الحليب ومشتقاته والسكر وغيره وتهافت الناس عليها في المحلات التجارية وبيعها بكميات قليلة ذكرني في الحالة العامة التي عاشها الاتحاد السوفيتي قبيل انهياره، وتصورت ان شيئا ما يجهز لهذه البلاد لتقوم ثورة جياع جديدة وان أيدي خفية تلعب من الخلف، لتفجير الأوضاع قبيل الانتخابات القادمة التي قرب زمانها.
٩- في المجالس العامة للناس، لا تكاد تسمع حديثا بعيدا عن الغيبة وأعراض الناس. قلما تجد مجلسا يتناول فيه الكلم الطيب ونعم الله على الخلق. بل إذا ذكرت كلمة الحمد الاحساس عام بانها تذكر من باب العادة وليس من باب الحقيقة ، لان الجميع يشتكي الحال التي هو فيها.
١٠- المساجد مليئة بالمصلين لكنها من فارغة من المحتوى ليس لها أي دور توعوي حقيقي غير تأدية الواجب.
١١- الانتهازيون اللذين سبق لهم وان ساروا على خطى النميمة والتقارير الكاذبة، بدؤوا يفيقون من جديد ليعتلي بعضهم منصات الأحزاب الحاكمة القديمة المتجددة ولنجد نفسك أمام دورة جديدة مقززة من الانتهازية والتملق لمن في السلطة.
١٢- عادت الرشوة من جديد في كل أنحاء الإدارات العامة، ورجال الأمن على وجه الخصوص. لا يهم ما تحمله من مواد على سيارتك "البيكاب" أو شاحنتك ولو كانت بضاعة مزجات، فالشرطي مستعد ان يأخذ أي شيء. رأيت احدهم وهو ينقل لشرطي المرور مواد تنظيف وذلك بعد إيقاف سيارته، وحدثني احدهم انهم اخذوا أربعة علب صغيرة من " الياغورت" ليتناولوها عوضا عن الغداء حسب تعبيرهم.