لا نخبة، ولا إيديولوجية، ولا استراتيجية-لدى روسيا اليوم

العلامات:

0
26-02-2022

المقابلة الأخيرة لشاميل سلطانوف قبل وفاته بيوم

أجرى الحوار: مكسيم كيريلوف / بيزنس أونلاين – 20 فبراير 2022م

في اليوم السابق لوفاته، حدثنا الفيلسوف البارز عن أي لعبة تورطت فيها روسيا مع الغرب.. "140 ألفا ضد أوكرانيا؟ هذا سخيف! حتى نصل إلى كييف، بحاجة على الأقل إلى جيش من نصف مليون مقاتل"، أوضح لنا العالم السياسي شاميل سلطانوف قبل أيام لماذا لن ننتظر الحرب في المستقبل القريب. الولايات المتحدة، وفقا لأقواله، بدأت تلعب لعبة شطرنج جديدة مع روسيا، بشروط لا يسعنا إلا أن نتفق عليها. كازاخستان المشتعل، العالم على شفا الحرب، تحول تركمانستان – هي فقط العلامات الأولى للعبة جديدة.

في مقابلته الأخيرة مع بيزنس أونلاين، أخبر سلطانوف، كما لو كان ينذر بوفاته، كيف يرى العالم وصورة إيجابية لمستقبل بلدنا.

لم يكن هناك ما ينبيء بمصيبة

تم تسجيل هذا اللقاء يوم الخميس الماضي داخل جدران مكتب تحرير "يزنيس أونلاين" في ذلك اليوم، جاء شامل زاغيتوفيتش سلطانوف من موسكو، في رحلة عمل إلى قازان – عدم استغلال هذه الفرصة الفريدة وعدم دعوته لتناول كوب من الشاي كان بمثابة جريمة من جانبنا، ومنها مناقشة الأوضاع الحالية. كان سلطانوف منفتحًا دائمًا على الصحفيين، إلى جانبنا، أحبت العديد من وكالات الانباء الأخرى التواصل معه، ولم يرفض أبدًا النقاشات الصريحة من القلب إلى القلب.

في ذلك اليوم، بدا مبتهجًا جدًا ومنعشًا ومليئًا بالطاقة. استغرقت المقابلة قرابة ساعتين، تمكنا خلالها من مناقشة جدول الأعمال الحالي بأكمله – من الهستيريا المحيطة بالحرب إلى الأحداث في آسيا الوسطى وصورة المستقبل بالنسبة لروسيا. كان يتحدث بحماسة، ويضرب يديه على المنضدة بشكل دوري. لطالما كان شامل زاغيتوفيتش وطنيًا حقيقيًا، وفي كل مرة نطرح سؤالاً غير مريح، كان يتوقف بين الحين والآخر: "لا يجب أن تتحدث عن بلدي بهذه الطريقة!" في الوقت نفسه، لم يكن هو نفسه خجولًا في بعض الأحيان في الصياغة، ولكن ليس بطريقة شريرة، وإنما، كما يليق بكل حكيم، بعناية وخدمة مخلصة لمصالح الوطن الأم. لم يكن أحد منا بمقدوره أن يتخيل أن هذه المحادثة ستكون الأخيرة. في النهاية، اتفقنا مع المتحدث على نسخة مطبوعة من محادثتنا، لكنه لا يزال يقاوم ذلك تمامًا، كما هو الحال دائمًا، مانحا ثقته للصحفيين ومعتمدا على احترافنا. ومع ذلك، فقد أقنعناه بأننا سنرسل له المقابلة بعد إعدادها للاطلاع عليها.

"رحيله علامة لنا جميعًا!": توفي الفيلسوف شامل سلطانوف

صباح يوم السبت، اتصل مراسلنا بشاميل زاغيدوفيتش- كان من الضروري تحديث عدة نقاط في ضوء الأحداث الأخيرة حول دونباس، لكن لم يكن هناك جواب. ليس هذا من طبعه، لأنه دائمًا كان يرد على الهاتف. وتلا الاتصال الأول اتصال ثاني وثالث ورابع، وكذلك أرسلت رسائل SMS - وفي المقابل صمت تام. وهنا كوقع الثلج على الرأس، عرفنا أن هذه الرسائل أُرسلت إلى فراغ...

من هو شامل سلطانوف*

عاش سلطانوف حياة مشرقة بشكل مذهل. لقد كان ضيفًا متكررًا على مكتب التحرير ولا يزال من الصعب تصديق أن هذه المقابلة هي الأخيرة.

"يجب أن يكون هناك دائمًا بعض الأبطال في المسرحية ويجب أن يكون هناك صدام ..."

- شامل زاغيتوفيتش، القضية الأكثر إلحاحًا الآن تتعلق بتاريخ 16 فبراير، وهو التاريخ الذي بالغت وسائل الإعلام الغربية وبايدن في تصويره على أنه بداية الحرب. اتضح أن الهجوم المعلوماتي كان قوياً لدرجة أن هناك من صدقه حتى في روسيا وحول العالم. في الواقع، لقد تخطينا هذا التاريخ، ولم يحدث شيء رهيب هذا الأسبوع (تم تسجيل المقابلة في 17 فبراير، قبل يوم من الإعلان عن إخلاء سكان جمهوريتي دونباس ولوغانسك – ملاحظة المحرر). ما وراء هذا المشهد العالمي؟ أم أن هناك ظروف حقيقية للحرب؟

هناك أمران يمكن قولهما هنا. أولاً، هذه المسرحية، كما تسمى في الشرق الأوسط، أظهرت دور الإعلام وأهميته وأهمية التحكم بالمعلومات وتدفقها في السياسة العالمية، وكيف يتم التحكم بوسائل الإعلام إلى أقصى حد. هذا أمر مهم للغاية.. فبالنسبة لي، على سبيل المثال، آخر مرة شهدت مثل هذا الإخضاع والتحكم والرقابة لوسائل الإعلام العالمية في 11 سبتمبر 2001. والآن هذه هي المرة الثانية.

- معقول؟

نعم، تم تسجيل أقصى قدر من التحكم، وأقصى قدر من السيطرة من قبل ما يسمى بالحكومة العالمية. هذا أولا.

الأمر الثاني يتعلق بحقيقة أن الحرب نفسها تتطلب عقلًا وإرادة وحماسة خاصة، لاسيما في هذا الوقت. في الظروف الراهنة، يمكن أن تصل الحرب بسرعة إلى مستوى لا يمكن السيطرة عليه.. والمبدأ الحكيم الذي صاغه كبار القادة في الماضي يقول: قبل أن تبدأ حربًا، يجب أولاً أن تعرف كيف ستخرج منها – وهذا يصعب تنفيذه في الواقع الحالي. لأنه يمكنك الدخول في حرب، ثم يتبين أن هذا ليس ما خططت له. هذا ثانيا.

يمكن إضافة نقطة أخرى وهي مرتبطة بالنقطة السابقة وتكمن في أن الحرب، كما يقول الحكماء القدامى كذلك، تتطلب قادة يتمتعون بإرادة فولاذية قوية. حيث لا توجد إرادة صلبة لن تكون حرب. وأنا ذكرت في شهري 10 و 11، أننا لا نرى أشخاصا يمتلكون إرادات فولاذية: لا بوتين ولا شويغو ولا حتى بايدن.

إذن ما هذا الذي يحدث؟ من وجهة نظري، هذا نوع من التفاعل كصراع هجين، هكذا يمكن وصفه.. لأن كل شيء يتم استغلاله هنا: الدبلوماسية والاقتصاد والمكائد السرية والاجتماعات السرية والعمليات الخاصة وما إلى ذلك. هذا تفاعل محدد، غالبًا ما يحدث على وجه التحديد في فترة ما قبل الحرب، لكنه هجين، كونه خاضع للسيطرة.

من هم اللاعبون الرئيسيون هنا؟ واشنطن وموسكو. في المسرحية يجب أن يكون هناك أبطال، ويجب أن يكون هناك صدام بين أحد ما. وهنا هم واشنطن وموسكو.

  • ما هو الهدف من هذا الأداء المسرحي؟

لدى الولايات المتحدة عدة أهداف رئيسية لا يمكنهم تجاهلها. أنا أشير في هذه الحالة إلى إدارة بايدن الحالية. إنه أحد اثنين من قادة ما يسمى بالدولة العميقة. الزعيم الثاني هو شخصية مشهورة جدًا – جون كيري (وزير الخارجية الأمريكي السابق – ملاحظة المحرر). يواجه بايدن وضعًا سياسيًا داخليًا صعبًا للغاية – بعد ستة أشهر سيكون لديهم انتخابات التجديد النصفي، فيما تظهر استطلاعات الرأي أن النصر غير مضمون للديمقراطيين. إذا خسرت الإدارة، فستؤدي دور البطة العرجاء لعامين قادمين. وعندها ستكون استراتيجية الولايات المتحدة برمتها موضع شك. وما هي استراتيجية الدولة العميقة (deep state) داخل الولايات المتحدة؟ أولاً، الانتقال إلى الجيل التقني السادس. حيث يوفر الأمريكيون الان ما يقرب من 20-22 في المائة من الإنتاج باستخدام الجيل التقني السادس. إنهم حتما بحاجة إلى إتمام الدخول إلى هذه المرحلة، كي يحتفظوا بالسيطرة على المستقبل. في بلدنا، الجيل التقني السادس هو جزء بسيط جدا من عملية الإنتاج.

وهنا واجه الأمريكان مشاكل ضخمة في العشرين إلى الثلاثين سنة الماضية. اتضح أن الانتقال إلى الجيل التقني السادس لا يمكن أن يؤخذ وينفذ ببساطة. من الضروري تغيير العلاقات الاجتماعية، كما تقول الماركسية، التي تحظى الآن بشعبية في الولايات المتحدة، والعلاقات السياسية، وبنية علاقات العمل.

لذا فالأمر كله عبارة عن لعبة محفوفة بالمخاطر. أعتقد أنه ليس من قبيل الصدفة أن تقدم الدولة العميقة كبار السن هؤلاء بشكل مباشر. فهؤلاء الأشخاص، هم من كانوا مسؤولين مباشرة عن الولايات المتحدة لفترة طويلة، واكتسبوا خبرة كبيرة. فقد رأوا الأزمة التي كانت الولايات المتحدة تدخلها في التسعينيات، وقاموا بمحاولات لمنع الانقسام في النخبة الأمريكية. وانقسام النخب مشكلة صعبة للغاية. يواجه الجمهوريون الآن التحدي المتمثل في القضاء على ترامب، فهو الآن الشخص الذي يمكنه بالفعل تدمير الحزب الجمهوري. داخل الحزب هناك أشخاص يرون أنفسهم بالفعل الرئيس القادم للولايات المتحدة. ترامب، كشعبوي، هو معارض لهذه الثورة المتحكم بها داخل الولايات المتحدة.

هذه هي المهام الداخلية الرئيسية التي تحتاج إلى معالجة. وبايدن ملتزم بذلك. لكن الأولوية الآن بالنسبة له منع وقوع خسائر كبيرة، وبالطبع الفوز في الانتخابات المقبلة في الخريف على رأسها. وهنا يكمن أحد أهم الدوافع.

  • هل يحتاج إلى نوع من التهديد؟

"التهديد الذي يتعامل معه بايدن هو أن بوتين السيئ أراد شن حرب، لكننا لم نسمح بذلك. بالإضافة إلى ذلك، فإن المفاوضات مع الإيرانيين جارية الآن في فيينا، ويبدو أنه سيتم التوصل إلى اتفاق في وقت ما في مارس. قريباً ستتدفق 4 ملايين برميل من النفط الإيراني إلى السوق كل يوم. الآن سعر النفط 100 دولار، سيكون هناك هبوط إلى مستوى 55-65 دولار.

  • لماذا يخرجون إيران من الفخ؟

هذا ليس فخا. بحكم الامر الواقع، الوضع الآن هو أن الإيرانيين وصلوا إلى نقطة في تخصيب اليورانيوم حيث يمكنهم صنع قنبلة ذرية في غضون شهر.. ثم يمكن أن يتغير الوضع بشكل كبير.

"العدو المحشور في الزاوية خطير"

"النقطة ليست في أن الإيرانيين سيسقطون هذه القنبلة فورا على دولة ما، بل في أن أبواب باندورا ستفتح (بمعنى وقوع أحداث غير قابلة للتصحيح). إذا حصل الإيرانيون على القنبلة الذرية، فيمكن للسعوديين شراء قنبلة شبيهة، وقد تكون الخطوة التالية من تركيا ومصر، ومن ثم يصبح الوضع في المنطقة خارجا كلياً عن السيطرة. لذلك، فالأمر لا يتعلق حتى بالقنبلة الذرية الإيرانية في حد ذاتها.

هناك لعبة معقدة للغاية، جوهرها أنه لمنع ظهور أسلحة ذرية من الضروري التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين. حين أبرم الأمريكان الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، كانوا يعلمون جيدًا أنه لن يغلق الطريق نهائيا أمام الإيرانيين. كان من الضروري شراء الوقت. انطلقت وكالات الاستخبارات الأمريكية من حقيقة أن الإيرانيين سيصنعون بأي حال قنبلة ذرية بحلول 2028-2030. كانت المهمة بأن يدخل الإيرانيون في ذلك الوقت ضمن آلية عالمية معينة، تجعل من غير المربح لهم صنع أسلحة ذرية. لكن ترامب، ممثل الصهاينة البروتستانت في الولايات المتحدة، لم يشارك في هذه اللعبة وكسر كل شيء. الآن الإسرائيليون، بالمناسبة، يتهمون ترامب بمساعدة الإيرانيين على دفع إنتاج أسلحة نووية. ترامب شخصية سلبية لكل من بايدن وقيادة الحزب الجمهوري.

بالنسبة للهدف الثاني من المبالغة في الشائعات حول الحرب. يبدأ عهد جديد، ومرحلة تكنولوجية جديدة. من الخصم الرئيسي للولايات المتحدة؟ سأعطيكم تلميحًا: ليس روسيا.

- الصين.

صحيح. ليس نحن، لأن روسيا توفر 2٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. هذا أصغر بعشر مرات من الولايات المتحدة! وإذا أضفت الأوروبيين إلى الأمريكيين، فإن روسيا تعطي عموماً 2 في المائة مقابل 40. هذا سخيف. الطبع، الخصم الرئيسي للولايات المتحدة هو الصين. ما الذي يخيف الأمريكان؟ دخل الصينيون في نموذج الروابط الاقتصادية العصبوية التي أنشأها الغرب. يجب أن يلتزموا بقواعد لعبة هذا النموذج. لكنهم لا يفعلون. في الوقت نفسه، لا يفهم الغربيون منطق الصينيين. الحوار مع صيني رفيع المستوى يمكن أن يكون كالآتي:

"حسنًا، لربما تريدون إنشاء عالم ثنائي القطب. هذا مدهش. ولكن ليس لديكم أسلحة، انتم غير قادرين على القتال. بينما كان الاتحاد السوفيتي قادرًا. لقد أرسل المقاتلين إلى كوبا وفيتنام وإفريقيا. بينما كانت الحرب الأخيرة التي قاتلتم فيها هي فيتنام – وهناك خسرتم بشكل بائس. الجيش –ليس صواريخ، وليس عروضا عسكرية للجميلات.. وما إلى ذلك. الجيش – هو بنية من الضباط الذين لديهم خبرة قتالية تراكمية. وهذا غير متوفر لديكم. جيشكم كان دائمًا يعالج المهام الصينية الداخلية فقط. ماذا تفعلون الان؟ هل ستهاجموننا؟؟ فكروا جيداً "الأمريكان سيضعفون تلقائيا، لكنكم غير مؤهلين للحفاظ على النظام العالمي ... "

- اتضح أن هناك انتهاك للمصالح المشتركة؟

نعم. ولكن في ظل المصالح المشتركة، بالطبع، يضع الصينيون مصالحهم الخاصة. الصين بالنسبة للغرب هي الآن مثل رجل سيء كبير. لذلك، يحاولون الآن مرة أخرى تجميع الغرب معًا، لتشكيل مساحة جماعية مرة أخرى، كما كان الحال في منتصف الثمانينيات في المواجهة مع الاتحاد السوفيتي. ولكن لا يمكن تسمية ذلك الوضع باللعبة، لأنه كان هناك تهديد حقيقي بالحرب.

لذلك، فإن المهمة الأولى للأمريكيين هي الاتحاد. المشكلة هنا هي أن المتعاطفين مع بوتين ظهروا في أوروبا على مدى السنوات العشر الماضية. بالنسبة للأمريكيين، من الضروري القضاء عليهم. ولكن كيف؟ بتوحيد النخبة. وهاهم وحدوا ألمانيا، والآن في فرنسا سيطيحون بماكرون. بينما البريطانيون كانوا أكثر ذكاءً، فقد قفزوا من أوروبا هذه حين رأوا أنهم أصبحوا قوة ثانوية مقارنة بألمانيا. الأمريكيون الماكرون، في الواقع، منذ 5-6 سنوات، حين شعروا بذلك، بدأوا في دعم بولندا كقوة موازنة لألمانيا. بشكل عام، هناك كم هائل من التناقضات، ويجب حل هذه التناقضات وتوحيدها. ولكن كيف؟

- بحاجة إلى عدو.

نحتاج إلى عدو علني ومتغطرس يهدد بوحداته العسكرية. بالمناسبة، في البداية عندما تحدثوا عن الحرب، كان لدينا 100-120 ألف، وربما 140 ألف جندي على الحدود. 140 ألف ضد أوكرانيا؟ هذا سخيف، هذا مستحيل. للوصول إلى كييف، بحاجة إلى جيش من نصف مليون على الأقل، وبشرط توفر ظروف مواتية. والآن فترة ذوبان الثلج، والدبابات تغرق. عن أي اجتياح يتحدثون؟ ومع ذلك فاللعبة مستمرة.. وهم بحاجة إلى عدو – وها هو العدو.

- سابقا كان هناك الإرهاب الإسلامي. هل أنهى لعبته؟

لا، الإرهاب الإسلامي لم يلعب هذا الدور التعزيزي. يجب أن يكون العدو ظاهرا مرئيًا، يجب أن تنظر إليه.

- لماذا الصين ليست مناسبة لهذا الدور؟ هل لا زال مبكرا؟

لا تستطيع الصين لسبب بسيط – لأن تفوق الغرب عليها عظيم للغاية. لدى الصينيين، على سبيل المثال، اثنتين فقط من حاملات الطائرات، هذا إذا صح أصلا أن نسميها كذلك. بينما يمتلك الأمريكان جيوشا كاملة منها، عندهم الآن 11 حاملة تجوب البحار والمحيطات، وهذا يعني عمليا، 11 جيشًا بحريًا ضد جيشين...

"لكن ببساطة عزلتنا قد زادت بشكل حاد ..."

- تقصد أنهم اختارونا لنكون "الرجل السيء"؟

يمكنك القول "عينونا"، كما يمكنك ايضا القول إننا نحن "عينا" أنفسنا لهذا المنصب.

- تقصد أن بايدن وبوتين اتفقا على ذلك؟

"لا يمكن أن يكون هذا من جانب واحد. ماذا تحتاج روسيا؟ هناك مصلحة موضوعية وذاتية. الهدف الأول هو أننا نجد أنفسنا ببطء معزولين في السياسة الخارجية ونعاني من عزلة اقتصادية. هذه ليست مجرد كلمات – بدأت هذه العملية في أوائل عام 2010، ثم تسارعت بشكل حاد بعد عام 2014 وتكثفت تدريجياً.. وقد أدى ذلك إلى تسارع تأخرنا التقني عن الغرب (وأعتقد أن بوتين يفهم هذا أيضًا). الآن لا يمكنك إنشاء نوع من أجهزة الكمبيوتر الكمومية (تعمل على فيزياء الكم) على ركبتيك في مكان ما في موخوسرانسك. إذا رأى بوتين هذا (آمل، أنه في كل الأحوال، شخص ذكي في جميع قضاياه)، فعندئذ كان يجب أن يقول لنفسه: "فولوديا، نحن بحاجة إلى الخروج من العزلة".

أنا متأكد من أن الامر كذلك، لأنه سبق وأن كانت هناك مثل هذه الممارسة بالفعل.

- في سوريا؟

نعم، كان هناك نفس المخطط. كان هذا هو بيت القصيد. قال الأمريكان: "يا رفاق، انضموا إلى هذه الجبهة العظيمة التي أقمناها ضد الإرهاب. وسنحاول تسوية كل شيء مرتبط بأوكرانيا خلف الستار". جماعتنا انخدعوا بذلك. تم الاتفاق حول ذلك في 12 مايو 2015. بعد ذلك، صرح بوتين: "أن داعش (الاسم العربي لتنظيم داعش المحظور في روسيا الاتحادية- ملاحظة المحرر) هو شر مطلق".

ولكن بوتين ماكر. بعدها قالوا للافروف: "اسمع يا سيرغيه، نحن اتفقنا. أنتم تنضمون إلى التحالف العالمي وتعملون في سوريا. ولكنكم دخلتم وشكلتم تحالفكم الخاص الذي يضم معكم إيران والعراق وسوريا! كان من المفترض أن تنضموا إلى تحالفنا المكون من 65 دولة. لقد خرقتم الاتفاقية". تم اتهامنا بانتهاك الاتفاقات، ونحن فقط نحك رأسنا في حيرة من أمرنا: "حسنًا، سنريهم ماذا نفعل هناك ..."

اشتدت عزلتنا، حتى في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي. الأحداث في كازاخستان، بيلاروسيا، مولدوفا، الصراع الأرمني الأذربيجاني – كل هذا يظهر بوضوح. العزلة في الوضع الحالي سيئة للغاية. هناك أمثلة واضحة – إيران وكوريا الشمالية وما إلى ذلك. وهذا يعني الجوع والفقر وعدم الاستقرار الداخلي ومجموعة من الأشياء الأخرى.

لذلك، هذه هي المهمة الموضوعية لروسيا (الخروج من العزلة – محرر). هناك أيضا مهمة أخرى – المسألة الذاتية "القميص الأقرب إلى الجسد". ما هي الكلمة المفضلة في الصراع خلال عام 2021 بين روسيا والغرب؟ سويفت. كل القلة الحاكمة "الأوليغاركية" وطبقة رجال الأعمال لدينا يحتفظون بالمال هناك، بما في ذلك الدائرة المقربة من بوتين. وماذا يعني الانفصال عن نظام الـ سويفت؟ تجميد الأموال. ماذا يحدث بعد تجميد الأموال؟ ستبدأ الملاحقات والدعاوى القضائية، والمصادرة. الأوليغاركية عندنا يفهمون هذا، لأنهم سيواجهون أسئلة من قبيل: "من أين حصلت على هذه المليارات، أيها الرفيق عثمانوف؟ هل دفعت الضرائب؟ ليس لنا، ولكن للدولة الروسية ... "هذه كارثة بالنسبة لهم. لذلك، الضغط على الكرملين داخليا، وعلى مباشرة بوتين، سيتزايد بشكل حاد.

كل هذا دفع إلى البحث عن طرق للخروج من العزلة، بمعنى آخر، لتحسين العلاقات مع الغرب الجماعي. وهنا لا يوجد خيار – إما الغرب أو الصين.. لقد أظهر الصينيون بالفعل موقفهم من أوكرانيا – فهم ليسوا مع روسيا. لقد أظهروا بوضوح أن العلاقات مع الغرب الجماعي تأتي في المقام الأول بالنسبة لهم.

أعتقد أن التقارب بين روسيا والغرب بدأ مع الاجتماع بين كيري ولافروف في نيودلهي في أوائل أبريل 2021، وهو بالطبع لا يعرفه أحد. لماذا أعتقد ذلك؟ لأنه بعد ذلك بدأ الهيكل الكامل للعلاقات الروسية الأمريكية يتغير. تذكر مارس؟ كانت هناك حرب دعائية لفظية: "بوتين قاتل"، "نتمنى صحة بايدن العقلية"، وما إلى ذلك. فجأة وبعد كل هذا اتصال هاتفي واجتماع في جنيف. بدأت اللعبة. وفقًا لبياناتي، هناك نقطة اتصال معينة. يجتمع الأشخاص الموثوق بهم أسبوعيًا أو مرة كل أسبوعين لمناقشة التكتيكات وجهًا لوجه.

- بمعنى نحن نلعب في هذه اللعبة ...

بطبيعة الحال، في دور الشريك الأصغر..

- هل وعدنا بشيء ما؟

لا، في السياسة لا أحد يعد بشيء لأحد. ها هم وعدوا، وبوتين ذهب ودخل إلى سوريا، ومن ثم اتهمونا.. نحن الان ببساطة في وضع يائس بلا مخرج.

"قد تحترق آسيا الوسطى بأكملها ..."

- كيف تفسر أحداث كازاخستان؟ هل تحدث في سياق ما تتحدث عنه؟ هل هذا أيضًا جزء من اللعبة ضد روسيا؟

حدث هذا بما في ذلك، في سياق هذه اللعبة. من الاتجاهات الرئيسية للاستراتيجية ضد روسيا، عزلها ليس فقط عن الغرب، وعن دول أوروبا الشرقية، بل وعن الآخرين كذلك، بما في ذلك جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

مفتاح الأحداث الكازاخستانية، هو انتقال السلطة، العبور السلس. لكن المشكلة هي أن هذا العبور في المرحلة الأخيرة، بدءًا من خريف عام 2021، وكأنه سار بطريق آخر. فقد كانت هناك مجموعة أدركت أنه في حالة العبور وفقًا لخطة نزارباييف، سأقول باللغة الآسيوية، سيتم قطع رؤوسهم ببساطة.

- هل تقصد أبناء أخيه؟

نعم، ومعهم تيمور كوليباييف زوج الابنة الثانية. قرروا جميعا الفوز. قرروا الاستفادة من تدهور صحة نزارباييف المفاجيء في أوائل يناير. وفقًا لبعض التقارير، إما أنه أصيب بسكتة دماغية صغيرة أو نوبة قلبية، ونتيجة لذلك انتهى به الأمر في وضع ضعيف. ثم خرجت هذه المجموعة، من وجهة نظري، برئاسة أقرب أقربائه، من أجل ترقية داريغا [نزارباييفا]. على الرغم من أن نزارباييف نفسه اعتمد على توكاييف، الذي اقترحه البريطانيون عليه كمشرف على الفضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي. توكاييف بشكل عام شخصية مميزة، وهو مندمج في النخبة العالمية.. فقد كان نائب الأمين العام للأمم المتحدة. تمامًا مثل [أركادي] شيفتشينكو في عصره، الذي أصبح أول دبلوماسي منشق عن الاتحاد السوفيتي. بطريقة أو بأخرى، تم فرض توكاييف على نزارباييف. لماذا اقدم على ذلك؟ الأمر بسيط – لأن أموال الأوليغاركية وأموال عائلته أساسًا موجودة في المملكة المتحدة. اضطر نزارباييف للموافقة. بعدها جاءوا إليه وقالوا: ماذا تفعل! نحن نعطي السلطة وكل شيء آخر لشخص هو عبارة عن عميل ثلاثي أو حتى رباعي!" وهكذا دارت الرحى.

- بمعنى الأشخاص المقربين من نزارباييف، أقرباؤه، وكريم ماسيموف، الذي أشعل الانتفاضة، كانوا على حق في مواجهة توكاييف؟

توكاييف متعدد النواقل. إذا تحدثنا عن المصالح الوطنية لكازاخستان كدولة مستقلة، فهناك حاجة إلى رئيس يتبع سياسة فعالة متعددة النواقل، والذي سيتلقى الأموال في الصين، وفي الغرب، ومساعدات من موسكو. هذا نموذج مستدام.

- وماذا عن روسيا؟ هل غفلت عن هذه القصة؟

لقد كانت مفاجأة لنا. ما هو الوضع؟ عندما غادر الأمريكيون أفغانستان، راهنوا على إفساح المجال للصراع بين الصين وروسيا في آسيا الوسطى. وهنا كازاخستان – تكمن حالة عدم الاستقرار، هنا يمكن أن تبدأ القصة، والتي، على الأرجح، بعد فترة ستكون مشابهة للقصة الأوكرانية.

- في كازاخستان؟

نعم. وهنا، للأسف، لن تكون الإدارة موضع حسد منا، بل حسد من "أصدقاء" MI6 عليك أن تنطلق من حقيقة أن توكاييف شخصية غربية الميول. وهنا أيضا ما يحدث في تركمانستان يستدعي لدي شعور سيء.

ليس من قبيل المصادفة أن يتخذ بيردي محمدوف هذا القرار الآن (التنحي عن السلطة وترشيح ابنه للرئاسة). فهو في الواقع شخص ذكي للغاية، يلعب دور الأحمق فقط.. في الشرق، يسمى "الأحمق" "لولو"، إما أحمق أو مجنون. بالروسية – "المهرج"، الذي، من ناحية، يمكن أن يكون عميلاً للمخابرات، ومن ناحية أخرى، أحمقا حقيقيا.

على ما يبدو، قد تشتعل آسيا الوسطى بأكملها: أفغانستان، كازاخستان، كانت هناك اشتباكات بين الطاجيك والقرغيز، والتي كانت أيضًا لفترة طويلة، هناك شيء ما يختمر الآن في أوزبكستان، وفي طاجيكستان خلال العام أو العامين القادمين سيحدث أيضا تغيير للسلطة. في طاجيكستان، توجد بشكل عام مناطق لا تخضع لسيطرة دوشانبيه، مثل منطقة بدخشان الجبلية. كل شيء خطير للغاية في آسيا الوسطى الآن. يجب على وزارة الخارجية الروسية إعطاء الأولوية لإرسال أفضل الموظفين إلى هناك.

- بمعنى أن هذه الاستقالة غير المتوقعة في تركمانستان أيضاً ليست مصادفة؟

بيردي محمدوف شخص ذكي جدا. لقد رأى تجربة أوزبكستان، وعبور السلطة في قيرغيزستان، والوضع في طاجيكستان وقرر أن يجد سيناريو خاصًا به مختلفًا عما سبق. بحكم الواقع سيكون هناك رئيس جديد – ابنه، وسيكون الى والده الرجل العجوز إلى جانبه. سيكون كذلك لبعض الوقت. وهذا صحيح. لأن هؤلاء الأشخاص الذين عملوا مع الرئيس الحالي ليس بالضرورة أن يعملوا مع ابنه. هناك أيضا بعض التقاليد التركمانية هنا. نقطة أخرى هي أن تركمانستان تضم 18 قبيلة. تلعب العلاقات داخل هذه القبائل دورًا مهمًا للغاية. والشاب الصغير، مهما كان بارعًا، يحتاج إلى وقت لبناء نموذجه الخاص للتفاعل معهم. لذلك، في البداية، لن يذهب بيردي محمدوف إلى أي مكان. سيكون هناك نسخة تركمانية من دنغ شياو بينغ، ولكن مع ابنه. فكرة عبقرية بكل تأكيد.

- وماذا سيكون مصير باتكا (الرئيس البيلوروسي لوكاشينكو) في هذا السياق برمته؟

مصيره الآن مرهون بمصير بوتين. في الوقت نفسه، لوكاشينكو، على الرغم من علاقاته الوثيقة مع موسكو، لم يترك محاولات إقامة علاقات خاصة مع ألمانيا والولايات المتحدة. كانت لديه بالفعل تلك الروابط. ولكن بعد أن صفعه الغرب باستمرار، عاد إلى حضنه الأصلي، إلى موسكو، وأقسم أنه سيتعامل مع الإمبريالية العالمية بنفسه.

- لكنهم لن ينضموا إلى روسيا؟

مستحيل. أولاً، سيكون ذلك غير مقبول بالنسبة للغرب، ولن يخاطر بوتين بذلك. ثانيًا، إذا أقدم لوكاشينكو على ذلك، فأنا لست متأكدًا من أنه لن يقتل على يد شعبه في غضون 2-3 أيام. إذا انضم باتكا إلى روسيا، فهذا يعني في الواقع أن الأوليغاركية الروسية ستأكل كل شيء في غضون ستة أشهر. لن يكون الشعب الروسي في حال أفضل بفعل ذلك. سيستولون على كل شيء ولن تنفع اية وعود.

- وما هي احتمالات عبور السلطة المشؤوم في روسيا؟ أم أن بوتين سيبقى لفترة طويلة وبثبات؟

ليس لديه مكان يذهب إليه. الآن لا يمكن انتقال السلطة. كان بالإمكان القيام بذلك عندما كانت الأمور تسير على ما يرام نسبيًا. لكن عندما تفاقمت العلاقات داخل النخب بشكل حاد، والوضع الاقتصادي على المحك الآن.. وقد تنخفض أسعار النفط، فماذا نفعل بعد ذلك؟ إذا بدأ التراجع الآن، فسيكون دائمًا. سيطلق الأميركيون نفط الإيرانيين في السوق العالمية وستنخفض الأسعار. 100 دولار للبرميل هو ارتفاع كبير ويخلق خالة من عدم يقين، بالنسبة لمنتجي النفط الصخري الأمريكيين، فإن السعر المقبول هو 45-50 دولارًا.

انتقال السلطة مستحيل الآن لأن بوتين الآن لا يثق إلا بنفسه. من هو الأكثر ظهورًا حالياً بعد بوتين؟ شويغو ولافروف. شويغو، من حيث المبدأ، لا يمكن أن يكون خليفة، لأنه ليس روسيًا. وبهذا المعنى، فإن توحيد بعض النخبة الروسية ضد شويغو التوفيني (من توفا) سيكون جيدًا لبوتين للبقاء في الظل وإدارة هذا الوضع. ولكن لهذا الغرض، كان على شويغو القيام بأمر غير عادي خلال الأحداث الأخيرة. ما الشيئ المميز الذي أظهره؟ لا شيء. لافروف كذلك فقد مصداقيته تمامًا.. ليس لدى بوتين الآن بدائل في مواجهة التهديدات المستمرة، ولن يوافق على أي انتقال حاليا. علاوة على ذلك، تشير الأحداث في بداية العام إلى أنه يمكن نسيان انتقال السلطة لبعض الوقت. على الأقل خلال العامين المقبلين. لماذا؟ لأنه بعد ذلك، ستبدأ على الأرجح الأزمة الاقتصادية العالمية. يقول البعض أنها ستبدأ في الخريف. لكنني أعتقد أنها إما عام 2023 أو 2024.

- من المتوقع أن الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع سعر الفائدة هذا الصيف، وبعد ذلك سيبدأ كسر جميع الأسواق.

عشية الانتخابات، سيتعين على بايدن الإبلاغ عن التضخم. الأمريكيون، مثلنا، لديهم تضخم هائل – حوالي 7.5 في المائة. لذلك أعتقد أنها لن تبدأ في الصيف، ولكن قبل ذلك. علاوة على ذلك، فقد بدأوا بالفعل في الحديث عنها. على أي حال، أعتقد أنه لن يكون مرتبطًا بالتضخم. هذه إحدى مهام توحيد الغرب الجماعي – هناك حاجة إلى خطة لدخول الجيل التقني السادس.

عام 2023 موعد تحول تركيا الأتاتوركية إلى تركيا أردوغان العثمانية الجديدة

- من يمكنه أن يصبح حليفًا حقيقيًا لروسيا اليوم؟ إيران، تركيا؟

ليس لروسيا حلفاء. أردوغان بالنسبة لروسيا هو مجرد نوع من الشريك في عدد من المجالات، بما في ذلك إيران وليبيا. من الناحية الاستراتيجية، أصبح الأتراك الآن أكثر ارتباطًا بالسوق الأوروبية والأمريكية. إذا وضعتهم أمام الاختيار، فلن يختارونا بالتأكيد. من الضروري أن يصل أردوغان إلى عام 2023. سيكون هذا هو تاريخ تحول تركيا أتاتورك إلى إمبراطورية أردوغان العثمانية الجديدة.

- هل تعتقد أنه باق في الحكم؟ لأنهم يقولون أنه مريض ...

أردوغان شخصية راحلة. هنا من المهم ببساطة ترك بصمة في التاريخ. جميع الشخصيات المهمة في التاريخ لا يحلمون بملء جيوبهم، بل يحلمون بالبقاء في التاريخ لفترة طويلة.

- ألن يضره انخفاض قيمة الليرة التركية؟

في الواقع، إن تخفيض قيمة العملة يحفز النمو الاقتصادي في تركيا. وهي تقدم الآن ثاني معدل نمو في العالم بعد الصين. هذا مكان جيد جدًا للاستثمار، إنه فرصة لتقليل تكلفة سلع التصدير. وقال أردوغان إن إحدى مهامه إخراج الصين من الأسواق الأوروبية على حساب الرخص. وهم يفعلون ذلك. بالإضافة إلى ذلك، لديهم أيديولوجية تتكون من الإسلاموية والعثمانية والتركوية، على عكس أيديولوجيتنا، حيث لا يوجد سوى "نصر" واحد.

تركيا لديها أيديولوجية وبنية ونخبة يتم إعادة إنتاجها. لذلك، بحلول عام 2023، سيكون أردوغان قادرًا تمامًا على نقل السلطة. علاوة على ذلك، فقد فتح بالفعل منافسة داخلية لها.

"أين سنعيش بعد 15 عامًا؟ ما الذي نبنيه بشكل عام؟"

- هل يمكنك رسم صورة لمستقبل متفائل؟ لقد قدمت صورة قاتمة إلى حد ما. لكن ما الذي يجب أن تفعله النخبة الروسية، الزعيم، للخروج من هذه الحلقة المفرغة؟

هذه أشياء عادية تكررت أكثر من مرة في التاريخ. أولاً، هناك حاجة إلى أيديولوجية منهجية طويلة المدى، يجب أن يكون لها نطاق عالمي، مع مراعاة التهديدات والاتجاهات الحالية. لا يمكننا إنشاء هذه الأيديولوجية، لأن النخبة فقط هي التي يمكنها فعل ذلك. لكن ليس لدينا نخبة. هناك مجموعات نخبوية. أما النخبة والتي مكونها الأساسي هو المسؤولية عن الدولة فهذه غير موجودة. أين هؤلاء الرجال؟ خلال فترة الاتحاد السوفياتي، كان بإمكاننا القول مع بعض التحفظات أن قلب النخبة هي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. من كان هناك؟ كان هناك مهندسون، وقادة عسكريون، وعمال مخارط، وصناع أقفال.. إلخ أي أولئك الذين يمثلون أكبر شريحة في البلاد. يمكننا القول إنهم لم يقرروا أي شيء هناك، لكنهم كانوا هناك على الأقل رسميًا. عملت بنفسي في المصنع، وكان معي نجار من الفئة العاشرة – شخص فريد! لم يكن عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي، لكنه كان عضوا في اللجنة المركزية لأوزبكستان. كان يمشى ويشعر بمسؤوليته وأهميته. هذه هي النخبة.

ومن هم النخبة لدينا الآن؟ أبراموفيتش، صحيح؟ أرني 10 معلمين يتحدثون عن مستقبل التعليم في الدولة! إن تعليمنا ينهار الآن، وهذا عنصر أساسي. يتم إعادة إنتاج النخب من خلال تجديد أنظمة التعليم – انظر إلى فرنسا أو المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة.

"أفضل الأشخاص" لدينا يحصلون على التعليم في الغرب.. لذلك ليس لدينا نخبة. يجب إنشاؤها. إذا أردتم، يمكن عبر الديمقراطية، لكنها لن تظهر إلا بعد أربعة أجيال. وإذا أردتم – ممكن بأساليب ستالين، ويمكن القيام بذلك بشكل أسرع وأكثر كفاءة.

هناك عنصر ثالث – يجب أن تكون هناك استراتيجية. قل لي أين سنعيش بعد 15 سنة؟ ما الذي نبنيه؟ الرأسمالية المتقدمة؟ لا يمكننا بناءها اليوم. ولكن ها هي الصين تبنيها. لماذا ا؟ لأن الصينيين يرسلون كل عام مئات الآلاف من الطلاب إلى الولايات المتحدة، حيث يشرحون لهم بأصابعهم ما هي الرأسمالية الحديثة. ما الذي نملكه؟ في بلدنا، المسؤولون الرئيسيون عن الاقتصاد هم أولئك الذين درسوا الرأسمالية من كتب الاقتصاد السياسي. لا يا رفاق، يجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة. والآن ليس لدينا أيديولوجية ولا نخبة ولا استراتيجية. هذا سيء. هناك قول مأثور: اليوم سيء، وغدًا سيكون كل شيء أسوأ. وهكذا سيكون الأمر إذا لم يتم حل هذه المهام الثلاث.

يجب أن يستيقظ بوتين في الصباح ويفكر في هذه المهام، وفي المساء حين يذهب إلى الفراش – يجب أن يفكر في نفس الأشياء. حتى الآن، باءت بالفشل كل محاولات موسكو لإنشاء نخبة.

- إذن ليس لديك صورة إيجابية عن المستقبل بعد؟

إن تكوين صورة للمستقبل أمر صعب للغاية في حد ذاته. الأيديولوجيا والنخب والاستراتيجية – كل شيء يبدأ بصورة المستقبل. هذا يتطلب نظرية جديدة. تتوافق المراحل الجديدة دائمًا مع النظريات الجديدة. خذ روزفلت على سبيل المثال – كان لديه نظرية جديدة أدت إلى إنشاء رأسمالية المعلومات مع الاستهلاك والإنتاج الضخم. هل لدينا نظرية جديدة الآن؟ الأمريكيون ينظرون، لقد بدأوا في النظر عن كثب إلى الاشتراكية وما إلى ذلك، والصينيون توقفوا عن البحث. ونحن؟ على أي أساس سنبحث عن نظرية جديدة؟

إن أهم ما علينا فعله كي نفيض بالتفاؤل بالمستقبل، هو معرفة البلد الذي نعيش فيه. الأمريكيون، بغض النظر عن مدى سوء حالهم، لديهم نماذج لأداء مجتمعهم. إنهم ليسوا مثاليين، لكنهم يمتلكونها. هل لدينا مثل هذا النماذج المحوسبة في الكرملين؟ لا. وإذا كان الجواب لا، فمن الذي سيطور الإستراتيجية والأيديولوجية؟ أنت بحاجة لمعرفة مجتمعك. ما هو جوهر المجتمع الروسي؟ هل هو شركات وعصب وعشائر. من يعرف نموذج تفاعلها؟ في بلدنا، يتم إدخال العصب في الشركات، ويتم إدخال الشركات في العصب. إذا سألوني ماذا أفعل، كنت سأجمع الناس الأذكياء وأقول لهم: "أمامكم شهران لا غير. انشئوا لنا هذا النموذج من الأداء". إذا لم ينشؤوا ذلك، فأطلقوا النار على الجميع! بغير ذلك لن يفعلوا أي شيء.

الآن، إن أعدوها، فيمكن بعد ذلك البدء في التفكير في الاستراتيجية. بعض العصب في شمال القوقاز لديها صورتها الخاصة عن المستقبل. لقد نمت نخب الشرق الأقصى بالفعل جنبًا إلى جنب مع الصينيين، فهم يخفون أموالهم ليس في المملكة المتحدة، ولكن في هونغ كونغ أو تايوان.

"يهيمن دين شمولي جديد – وهو العلم"

- هل سينتهي فيروس كورونا؟

سوف ينتهي. لكن في غضون 2-3 سنوات ستبدأ موجة جديدة.

- وهل أدى دوره؟

ليس حتى النهاية. كان من المخطط أن تحدث هذه الأزمة الاقتصادية العالمية في 2020-2021. وكان من المفترض أن يصبح فيروس كورونا مسببًا، ويحفزها، ثم يتعين على الجميع تحميله المسؤولية، وهذا لم يحدث.

"- هل سيحدث شيء أسوأ في المستقبل؟"

السياسة الخارجية دائما خلاقة جدا. من الصعب تحديد أيهما أسوأ.

- المرض قد جف، كل شيء قد انتهى، هذا ما تريد قوله؟

يعرضون هذا الـ "أوميكرون". بحكم الواقع أصبح مثل الأنفلونزا. يصاب الناس به ولا يشعرون بذلك. هل تذكرون قبل 15 عامًا كيف كان الوضع مع الأنفلونزا. ذات مرة في الخريف، بدأوا يصرخون في كل زاوية: "كارثة، طعموا الجميع!" ثم بعدها هدأ الجميع ببطء. على مدى السنوات 2-3 الماضية، لم يسمع أي شيء عن الأنفلونزا.

المشكلة هنا مختلفة، ليست في الطفرات. لقد تم تعطيل التفاعل بين المجتمع البشري والمحيط الحيوي بشكل أساسي. كيف تعمل هذه الآلية، وما الذي ستؤدي إليه، لا أحد يعلم. الآن، في الواقع، يهيمن دين شمولي جديد – العلم. إنه غير مسؤول: فهم يجرون تجاربهم الشامانية الخاصة، ويسلبون الأموال من المجتمع، ولا يتحملون المسؤولية عن أي شيء، ونتيجة لذلك نحصل على ما نحصل عليه. "يا رفاق، من أين أتى كوفيد؟" "لا أحد يعلم". – "كيف سيتطور التفاعل بين المحيط الحيوي والحضارة الإنسانية؟" "لا أحد يعلم". وبالمناسبة، في الثقافات الشامانية الحقيقية كانت هناك سيطرة صارمة للقبيلة على الشامان. إذا أخطأ ثلاث مرات أعدم. ولكن إذا عالج، ومات لديه واحد أو اثنان، فإن الشامان نفسه سيصبح الجثة الثالثة. هل سمعت أن أحدا من علمائنا أوأكاديمينا يتحمل المسؤولية ؟

  • يشتكون من أنه لا أحد يستمع إليهم.

لأن العلماء لم يعودوا قوة مستقلة. ببساطة يتم استخدامهم.

------

  • شاميل سلطانوف

ولد شاميل زاغيتوفيتش سلطانوف في 16 مايو 1952 في مدينة أنديجان، أوزبكستان الاشتراكية السوفياتية. تخرج من معهد العلاقات الدولية MGIMO في عام 1976، دافع عن أطروحته لنيل درجة الدكتوراه حول صنع القرار في السياسة الخارجية. شارك في علم الصراع والأمن الإقليمي والعالمي ونظرية صنع القرار ومنهجية وتكنولوجيا التحليل السياسي. كرس حياته المهنية بالكامل لدراسة العلاقات الدولية، مع إعطاء الأفضلية لحالات الشرق الأوسط.

في أوائل التسعينيات، كان مراسلًا خاصًا لصحيفة دين (اليوم)، ولاحقًا نائب رئيس تحرير جريدة زافترا الأسبوعية المعارضة. كما كان في وقت من الأوقات عضوًا في حزب النهضة الإسلامي، وكان عضوًا في هيئة تحرير صحيفة الحزب "الوحدات".

حتى عام 2003، كان نائب السكرتير السابق لمجلس الأمن في الاتحاد الروسي يوري سكوكوف، في مركز دراسة المشاكل الاقتصادية بين الأعراق والأقاليم. بعد ذلك، تم انتخابه لعضوية مجلس الدوما من حزب رودينا، وعمل في لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية. ونظم فريقا برلمانيا تحت اسم "روسيا – العالم الإسلامي: حوار استراتيجي". في عام 2005، ترأس مركز الدراسات الإستراتيجية الذي يحمل نفس الاسم، والذي تم إنشاؤه بهدف تقريب روسيا من العالم الإسلامي.

قام بكتابة ونشر عدد كبير من المقالات العلمية، في مجالات السياسة والمجتمع، والحياة، وله عدد من الكتب منها كتاب عن الفيلسوف "أفلوطين" ضمن سلسلة "حياة الرائعين"، وشارك في تأليف كتاب "عمر الخيام"، وآخر كتبه المنشورة كتاب الوعي الاستراتيجي والثورة العالمية.

توفي في 18 فبراير 2022 في موسكو. في مايو، كان من المفترض أن يحتفل بعيد ميلاده السبعين.

تعليقات() النسخة المطبوعة

اضف تعليق