حكم بسجن مالك سيارة رياضية ثلاث سنوات بسبب ملصق الشهادة

أثارت الرأي العام في روسيا قضية جنائية وُجهت إلى مالك سيارة رياضية أمريكية من طراز شيفروليه كمارو، وحُكم فيها عليه بالسجن ثلاث سنوات لوضعه ملصق شهادة الإسلام على سيارته، فقد قضت محكمة المنطقة الغربية الثانية العسكرية بأن الرجل مذنب بتهمة الإرهاب والدعوة إليه، رغم أن الاتهام كان يتعلق ابتداء باستخدام "رموز مرتبطة بحركة طالبان".

ووفق ما نقلته منصة "بازا"، فإن القضية قد شهدت نقطة تحول نجمت عن صدور تقريري بحث جنائي متناقضين، إذ أسفر التقرير الأول الذي أُجري بمشاركة مختصين في الشؤون الدينية عن نفي أي دلالة على التطرف، موضحاً أن شهادة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" ركن من أركان الإسلام لا حظر عليه في روسيا، فما كان من النيابة إلا المسارعة بإجراء بحث ثانٍ لدى مركز البحث الجنائي التابع لوزارة العدل، الذي قدم استنتاجاته دون الرجوع إلى مختصي الشؤون الدينية، واستُند على التقرير الثاني كنقطة حسم في توجيه الاتهام، حيث اعتبر مصدروه أن تظليل زجاج السيارة الخلفي باللون الأسود يحوّل الخط العربي الأبيض إلى ما يوحي براية تنظيم "القاعدة" المحظور ككيان إرهابي في روسيا.

ويؤكد محامي الدفاع، كالوي أخيلغوف، أن التقرير الثاني بُني على المغالطات، حيث إن لون زجاج السيارة هو الأصلي من مصنعه، ولم يتم اختياره عمداً، كما لا يثبت أي دليل على صلة المتهم بالجماعات المتطرفة، وأضاف المحامي أن تناقضات القضية واضحة، فقد تعلق الاتهام ابتداء بـ"طالبان"، لكن بعد أن رفعت المحكمة العليا الروسية الحظر عن هذه الحركة أُعيدت صياغة التهمة لتُربط بالشهادة بهدف تبرير استمرار توقيف موكله في مركز الحجز المؤقت منذ سبتمبر 2024.

وتلقى هذه القضية صدى مدويا في الأوساط الإسلامية، إذ أن الشهادة تُستخدم كرمز في حياة المسلمين الشخصية على نطاق واسع، لا في الملصقات على السيارات أو نقوش المجوهرات وحدها.